أكد غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، على أهمية وقف الحرب في قطاع غزة بشكل عاجل، محذرًا من أن استمرار النزاع لن يغير من الواقع القائم، بل سيؤدي إلى موت جميع الأسرى وزيادة خسائر الجنود. وفي مقاله المنشور بصحيفة يديعوت أحرونوت، أشار آيلاند إلى عدم جدوى استمرار الحرب لفترة أطول، حيث لن تسفر هذه الحرب عن أي إنجازات استراتيجية لإسرائيل، بل ستتزايد الخسائر في صفوف الجنود والرهائن دون وجود أي تغيير ملحوظ في معادلة الصراع.

أعرب آيلاند عن قلقه العميق بشأن الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب، مشددًا على أن هذه الخسائر أصبحت تفوق أي مكاسب محتملة. وأشار إلى تغيير جذري في مشاعر المجتمع الإسرائيلي نحو الموت في المعارك، إذ تحول الحزن إلى نوع من القسوة وعدم الاكتراث. كما شدد على أن العديد من الجنود يعانون من إصابات جسدية ونفسية تؤثر بشكل كبير على حياتهم ومستقبلهم، وهي حالات قد تترك أثرًا طويل الأمد على عائلاتهم والمجتمع ككل.

وبالإضافة إلى ما تقدم، ركز آيلاند على الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها جنود الاحتياط، معتبرًا أن الحرب تمثل عبئًا ثقيلًا عليهم. حيث يشير إلى أن التكاليف الاقتصادية المباشرة للحرب تصل إلى نحو نصف مليار شيكل يوميًا (ما يعادل 132.3 مليون دولار)، مما يمس بصورة واضحة بقدرة الاقتصاد الإسرائيلي على الصمود في ظل أداء عسكري متواصل. ورغم التحديات في جبهات أخرى، يرى آيلاند أن استمرار العمليات في غزة سيدفع الثورة الاقتصادية الثقيلة على إسرائيل إلى غياهيب أزمة مستقبلية.

دعا آيلاند في مقاله إلى أن يكون الهدف الأساسي لأي اتفاق مع حماس هو تحرير الأسرى دون أن يتطلب ذلك تنازلات إضافية، مشيرًا إلى أن الأمل في تحسين الأوضاع يتطلب التعاون مع الدول الإقليمية مثل الولايات المتحدة ومصر وقطر. كما حذر من أي مشاريع لإعادة الإعمار في غزة قبل ضمان نزع سلاح حماس، معتبرًا أن ذلك يعد شرطًا أساسيًا لاستعادة الاستقرار في المنطقة.

وعلى صعيد التحديات المتعلقة بالوجود الإسرائيلي في غزة، يعتقد آيلاند أن الحرب تطيل من معاناة الشعب الفلسطيني، مما يعيق إمكانية وجود أي حركة معارضة فعالة ضد حماس في غزة. ورغم اعترافه بحق الحرب لأغراض الدفاع عن النفس، إلا أنه يشدد على أن العمليات العسكرية الحالية لا تبرر التكاليف الباهظة التي تُنفق، محملًا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية عدم اتخاذ إجراءات واضحة لوقف الحرب وبحث خيارات أفضل.

في ختام مقاله، يدعو آيلاند الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ القرار المناسب بين الاستمرار في الحرب لاكتساب “نصر نهائي” أو إنهاء النزاع مقابل عودة الأسرى. ويؤكد على أن التعاون الإقليمي والدولي وضع خطوطًا عامة للتعامل الحكيم مع الأزمات، مما يستدعي نهجًا مختلفًا في الاستراتيجية الإسرائيلية والتعامل مع حماس على ضوء الحقائق الجديدة والمتغيرات في الساحة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version