تشهد محافظة شمال قطاع غزة حالة من الفوضى والدمار جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، حيث يتفقد بعض الفلسطينيين آثار الدمار في شوارع تكاد تخلو من المارة. ورغم الحذر الشديد الذي يمارسونه، تظهر المشاهد التي وثقتها عدسة الأناضول حجم الدمار الهائل الذي لحق ببلدة بيت لاهيا، التي تحولت من مساحات خضراء إلى منطقة رمادية من الخراب. رائحة الجثث المتحللة تنتشر في أرجاء المدينة، بينما تعرضت أحياء سكنية كاملة للتدمير، حيث لم تفلت حتى المباني التي لم تُدمر من الأضرار الكبيرة.

تعد المستشفى الإندونيسي واحدة من المؤسسات التي تأثرت بشكل ملحوظ، إذ عانت من حصار وقصف إسرائيلي مما أدى إلى خروجها عن الخدمة. وقد تحولت هذه المنشأة الطبية إلى مكان لإيواء النازحين الذين فروا من الغارات، في حين أن المنطقة المحيطة بها شبه مدمرة، وظهرت بالمقابل مدرسة كان فيها نازحون يمتاز جدرانها بآثار الحريق. الجيش الإسرائيلي أعاد انتشاره خلال الأيام الماضية، واستهدفت المناطق المختلفة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

وفي سياق المعاناة، يروي المصاب نضال الدريملي تجربته القاسية أثناء احتجازه في المستشفى، حيث عانى من نقص الماء والطعام لمدة 20 يوما. وذكر كيف كانت أصوات الانفجارات تؤرق نومه، وكيف أن المستشفى تعرض لقصف مباشر. تتبع القوى الإسرائيلية استراتيجيات قاسية، بما في ذلك اعتقال النازحين وترهيب النساء، مما يزيد من حالة الذعر والفوضى في المنطقة.

من جانب آخر، يوضح أحد المواطنين الذي عاد لتفقد منزله في بيت لاهيا صعوبة التعرف على منازله بسبب الدمار الشامل. رائحة الجثث تفوح في الشوارع، وباتت جثامين الشهداء المتحللة ملقاة بلا اهتمام، حيث أُوقف نشاط الطواقم الطبية والدفاع المدني. الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ الخامس من أكتوبر مع حصار قاسي أدى إلى خروج مستشفيات الشمال عن الخدمة.

في تطور مأساوي، فرض الجيش الإسرائيلي تضييقا على محافظة الشمال بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت، مما أثر كثيرا على قدرة سكان المنطقة على التواصل مع العالم الخارجي. ورغم تحذيرات الحكومة الفلسطينية، استمر القصف الدموي الذي أسفر عن مقتل المئات، بما في ذلك 93 فلسطينيا في أحد الهجمات الأخيرة. التطورات تشير إلى استمرار القصف الذي يوقع شهيدا كل يوم، بينما تعاني غالبية السكان من مجاعة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

لطالما ردود الفعل الدولية جاءت تعبيرا عن القلق، حيث تم تجاهل دعوات مجلس الأمن لوقف الهجمات، كما تم تجاهل النداءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة. بالفعل، عدد الضحايا في ازدياد مستمر، مع إحصائيات تصف أكثر من 144 ألف شهيد وجريح منذ بداية الهجمات. الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءا، فيما تواصل إسرائيل اتباع سياسة الإبادة الجماعية، مما يستدعي تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لحماية المدنيين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version