تحت وطأة القصف والدمار، تعيش عائلة نادر أبو حميدان في معاناة قاسية داخل محطة وقود مهجورة في غزة. فقد نازحوا من شمال القطاع هربًا من هجمات الاحتلال المستمرة منذ بداية أكتوبر. تجتمع العائلة وأسر أخرى من المهجّرين في هذه المحطة التي تحولت إلى ملاذ لهم في ظل الظروف الصعبة. العائلات المشردة تجد نفسها مضطرة للبحث عن مأوى في كراجات ومبانٍ متهالكة بعدما ضاقت بهم مراكز الإيواء. يعيش هؤلاء تحت ضغط فقدان عائلاتهم ومنازلهم، حيث يعاني العديد منهم من نقص حاد في الطعام والشراب والأغطية.

يصف نادر تجربته في الهروب مع عائلته، حيث فقد العديد من ذويه نتيجة الحرب. إذ تعاني عائلته المكونة من أربعة أفراد من البرد القارس وقلة الموارد. في ظلمة الليل، ينامون على الأرض بلا أغطية كافية، حيث انقطعت الكهرباء عن غزة، مما زاد من معاناتهم. حتى المساعدات الإنسانية المتقطعة غالبًا ما تُوجه إلى مراكز الإيواء، مما يترك هؤلاء في حالة من الإهمال والنسيان.

من جهة أخرى، تعاني ولاء نعيم، الأم لخمسة أطفال، من ظروف مشابهة. بعد نزوحها من الشمال، لجأت إلى كراج مهجور، حيث تفتقر إلى الحليب الصناعي لطفلها الرضيع، مما يزيد من ضغوط حياتها اليومية. تخبر ولاء عن قسوة الطقس والمرض الذي أصاب أطفالها بسبب الظروف غير الملائمة، حيث لا توجد أغطية أو فراش كافٍ. تستمر معاناتها اليومية في البحث عن الطعام والعلاج، وخصوصًا بسبب اختفاء وسائل الراحة الأساسية.

أما ريم البسيوني، فتعيش بتفاصيل أكثر مأساوية، حيث نُزحت من مخيم جباليا إلى أحد الكراجات مع خمس عائلات أخرى. تحكي ريم كيف جرت أحداث النزوح وما شهدته من رعب وصدمات، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من حمل أي شيء عند فرارها. تعاني عائلتها من نقص حاد في الأغطية والمراحيض، حيث يلزمهم الذهاب إلى مدرسة قريبة. تغص الكراجات بأعداد كبيرة من النازحين، وتفتقر لرعاية مؤسسات الإغاثة.

تتحدث ابتسام المطوّق، وهي سيدة تعاني من مرض القلب، عن تأثير الحرب على عائلتها. فقد نزحت مع أطفالها إلى محل كانوا يعملون فيه، لكنهم وجدوا أنفسهم يشاركونه مع عائلات أخرى. لم تتمكن المطوّق من جلب أي شيء من منزلها المحترق، وتعيش أيامها في معاناة كبيرة لتأمين طعام أبنائها. تعكس قصتها مأساة الحياة في ظل الحصار والاعتداءات المستمرة.

في المجمل، تعكس هذه القصص واقعًا مريرًا يعيشه كثير من الفلسطينيين في غزة، حيث التحولات اليومية تدفعهم إلى تجارب قاسية من الفقدان والمعاناة. تواصل العائلات البحث عن الأمل وسط الأزمات، بينما تضع الحرب واستمرار الضغط الاحتلالي مستقبلهم في مهب الريح.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.