تحكي هذه المقالة عن تجربة الطفلة رغد التي خضعت لعملية زراعة القوقعة في أذنها لكي تتمكن من السمع بشكل جيد، وكيف تمكنت من السماع لأول مرة بشكل واضح بعد العملية. وقد استفادت رغد وأقرانها من برنامج تأهيل سمعي كبير الذي نفذته منظمة الأمين بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. كان لديها أمل كبير في أن تتمكن من السماع بشكل جيد بعد العملية الجراحية.

تنوعت مشاعر الأطفال عندما استطاعوا سماع الأصوات لأول مرة، حيث اندفعت مشاعرهم بين الصمت والفرح والبكاء والحزن. وكانت ردة فعل ذويهم هي الفرح والبكاء من السعادة، حيث كانوا ينتظرون هذه اللحظات التي ستفتح لأطفالهم باب الحياة. واستطاعت والدة طفلة تدعى براء من تمالك دموعها عندما بدأ طفلها بالبكاء بعد أن أجرى له الأطباء تجربة لقياس سمعه فور خروجه من العملية.

تم تنفيذ برنامج التأهيل السمعي بواسطة فريق كبير من الأطباء والعاملين الصحيين، وقام بتركيب 30 قطعة سمعية للأطفال وإجراء المعايرة الأولية قبل الانتقال للمرحلة الثانية التي استهدفت 85 طفلا. وأكد الطبيب علاء الخطيب أن هذا البرنامج يعد من الأكبر على مستوى العالم للتأهيل السمعي وزراعة القوقعة، وسيستمر على مدار عامين مستهدفا 940 طفلًا من الشمال السوري والمقيمين في تركيا.

وأشار الطبيب إلى أن العلاج للأطفال لا يتوقف عند تركيب الجهاز السمعي، بل يشمل برنامج لمعالجة النطق وتأهيل الأطفال في مراكز منتشرة بالشمال السوري. وتشمل جهود البرنامج توزيع 3 آلاف سماعة طبية للأطفال المحتاجين، ويقدر تكلفته بمبلغ 90 مليون دولار. ويهدف البرنامج إلى تحسين جودة حياة هؤلاء الأطفال وتمكينهم من التواصل بشكل أفضل.

يعكس هذا البرنامج الجهود الإنسانية الكبيرة التي يبذلها المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لدعم أطفال الحروب والكوارث، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم. ومن المؤمل أن يحقق البرنامج نتائج إيجابية ويساهم في تحسين حياة هؤلاء الأطفال وتمكينهم من الاندماج في المجتمع والتعليم والعمل. وتظهر قصة طفلة رغد وكيف تمكنت من السماع لأول مرة بفضل البرنامج الذي نفذته منظمة الأمين بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدرت العمل الإنساني في تغيير حياة هذه الأطفال ومنحهم الأمل والفرصة لحياة أفضل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.