النزوح والتهجير في مخيم بلاطة

منذ مغادرتها منزلها في مخيم بلاطة بنابلس قبل أكثر من 10 أشهر، لم تعثر عائلة أبو حمدان على مأوى يقيها من توغل الاحتلال الإسرائيلي. فقد دُمر منزل العائلة على يد جيش الاحتلال، ما أجبرهم على الاستئجار في أطراف المخيم، آملاً في العودة إلى بيتهم الذي هُدم. ويعاني مخيم بلاطة، مثل بقية مخيمات شمال الضفة الغربية، من اقتحامات متكررة قد تصل إلى مرتين أو ثلاث يوميًا، مما يخلق حالة من الضياع والفوضى والأمل المفقود لدى السكان.

تهديدات متصاعدة

عانت عائلة أبو حمدان بشكل خاص من تهديدات مستمرة من قبل جيش الاحتلال، حيث تعرض أفرادها للاحتجاز والتحقيق الميداني، بالإضافة إلى التهديدات الموجهة من ضباط المخابرات الإسرائيلية. وقد فقدوا الشعور بالأمان حتى بعد هدم منزلهم، وأصبح حلم العودة إليهم وكأنه مستحيل. يصف أحمد، أحد أفراد العائلة، كيف تصرف الاحتلال مع شقيقيه وكيف أصبحوا هدفًا دائمًا للاعتداءات، ما يوضح الاضطهاد المستمر الذي يعاني منه سكان المخيم.

التدمير والتهجير

كما أن عائلة أبو عطا تواجه مصيرًا مماثلًا، حيث شُرد أفرادها أيضًا بسبب الاقتحامات المتكررة. يتحدث أبو عطا عن كيفية تدمير المنزل على يد جنود الاحتلال بأساليب عنيفة، مما يكشف عن عقلية الانتقام التي يحملها الاحتلال ضد جميع السكان، ما يسبب حالة من التدهور المستمر للأوضاع المعيشية. وقد شهد مخيم بلاطة، الذي يقطنه أكثر من 33 ألف لاجئ، أكثر من 100 اقتحام كبير منذ حرب غزة.

القضية الفلسطينية والتهجير

تشير تصريحات عماد زكي، رئيس لجنة خدمات مخيم بلاطة، إلى أن الاحتلال يسعى لتهجير السكان وإنهاء قضية اللاجئين من خلال انتهاكاته المستمرة. فقد دمر الاحتلال في الفترة الأخيرة نحو 180 منزلاً، مما أدى إلى تشريد العديد من العائلات وخلق ظروف حياتية كارثية. كما يسعى زكي إلى تنبيه سكان المخيم لضرورة التفكير في مقاومة الاحتلال بشكل جماعي.

وعي المقاومة

فيما يواجه المخيم تهديدات دائمة، يتحدث زكي عن أهمية الوعي الذي تشكَّل لدى السكان حول أهداف الاحتلال. يتعين على الجيل الجديد معرفة كيفية مقاومة الاحتلال وتحديد بؤر العمل المقاوم بشكل يضمن عدم استفراد الاحتلال أثناء تنفيذ عملياته. كما يأمل زكي في أن يكون للمخيم قدرة على الصمود في وجه الاحتلال بفضل التضاريس والمعرفة الاستراتيجية للمقاومة.

مخطط الاحتلال ضد المخيمات

يتساءل زكي حول دور التنظيمات الفلسطينية في المقاومة، مشددًا على ضرورة وجود استراتيجية متكاملة تشمل جميع أجزاء الضفة الغربية. ويشير إلى أن الاستهداف المتواصل لمخيم بلاطة يكشف عن نوايا الاحتلال في التخلص من أي حاضنة للمقاومة، مضيفًا أن التصدي يجب أن يكون في إطار جماعي. أمام التحديات الصعبة، يستمر سكان المخيم في نضالهم رغم كل شيء، مؤكدين على صمودهم وتلاحمهم ضد محاولات الاحتلال لطردهم وتدمير مجتمعهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.