في مقابلة مع “الجزيرة نت”، تناول السفير الفرنسي السابق في قطر والسعودية، برتراند بيزانسينو، الأبعاد المختلفة للصراع المستمر في قطاع غزة وتطورات الأحداث في لبنان. وأكد بيزانسينو التزام فرنسا بدعم لبنان لمنع تحوله إلى “غزة جديدة” ومحاولاتها لتخفيف التوترات الإقليمية. وقد اعتبر أن الحرب في غزة تمثل تحدياً كبيراً لمنطقة الشرق الأوسط، وأن أي جهود لتحقيق الاستقرار بحاجة إلى دعم دولي، وخاصة من دول الخليج.

كما أشار بيزانسينو إلى تراجع مصداقية مجلس الأمن، معتبراً أن هذا أدى إلى ظهور “قانون الأقوى” كبديل، حيث أكد أن استقرار المنطقة لن يتحقق بدون حل عادل للقضية الفلسطينية. وأوضح أن التصرفات الإسرائيلية الحالية في لبنان تتضمن استهداف مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله، مما يجعل الوضع في لبنان أكثر تعقيداً بالنظر إلى الخسائر الجانبية التي يمكن أن تحدث.

تعليقا على استدعاء فرنسا لسفير إسرائيل بعد الهجمات على مواقع “اليونيفيل” في لبنان، اعتبر بيزانسينو أن هذا الإجراء هو عبارة عن إدانة لانتهاك القانون الدولي. ورغم الفروق بين الأوضاع في غزة ولبنان، أعرب عن قلقه من احتمال تحوُّل لبنان إلى ساحة للصراع مماثلة لغزة، بالتوازي مع حذر الولايات المتحدة تجاه الردود الإسرائيلية.

وعند الحديث عن مجلس الأمن، أكد بيزانسينو أن استخدام حق النقض (الفيتو) من الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، أعاق أداء المجلس وصعَّب مهمته في تحقيق استقرار فعلي. وأشار إلى ضرورة إعادة صياغة مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلاً للواقع الدولي الحالي، بما في ذلك اقتراحات فرنسا التي لم تلقَ قبولاً حتى الآن.

وعن السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، أقر بيزانسينو بوجود انتقادات للنهج الحالي مقابل السياسة التي اتبعتها فرنسا تحت رئاسة جاك شيراك، موضحاً أن زيارة ماكرون للبنان لم تكن مثمرة كما كان متوقعاً. ومع ذلك، شدد على أن فرنسا لا تزال متمسكة بمبادئ دعم حل الدولتين وضرورة العدالة للفلسطينيين، مبرزاً أن استقرار المنطقة مرهون بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وهي المسألة التي تحظى بأهمية كبيرة في السياسة الفرنسية.

وفي ختام حديثه، تناول بيزانسينو الدور الذي يتعين أن تلعبه الدول العربية في حل النزاع. وأكد أن حل القضية الفلسطينية يتطلب تغييراً حقيقياً من الجانب الإسرائيلي وتدعيماً للسلطة الفلسطينية، مع وجود حوارات مستمرة بين الدول المختلفة. لكنه أشار إلى أن الأوضاع الحالية ما زالت بعيدة عن تحقيق هذا الهدف، محذراً من أن الوقت غير مؤاتٍ لتحقيق الإنجازات المرجوة ما لم يتغير الوضع في واشنطن وتأثيرها على السياسات الإسرائيلية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version