في 19 أكتوبر 2024، تصاعدت مشاعر الإعجاب والتقدير للشهيد يحيى السنوار، الذي وُصف بأنه بطل خارق وملهم، حيث رُثي من قبل ملايين حول العالم. السنوار لم يكن مجرد مقاتل، بل كان رمزا للبطولة والإصرار على نضال حرية فلسطين، فقد وقف في وجه الاحتلال حتى النفس الأخير، محاطًا بتقدير شعوب متعددة، بما في ذلك اليابانيون، الذين استشعروا في استشهاده تجسيدًا للشجاعة والفروسية التي يتمتع بها المحاربون القدامى مثل الساموراي.
تفاعل اليابانيون بشكل لافت مع استشهاد السنوار، حيث اعتبر البعض منه نموذجاً يحتذى به. في تغريداته، ربط الناشط الياباني ثوتون أكميتو بين مظاهر القتال الحديثة والفروسية القديمة، مستحضرًا تعاليم البوشيدو التي تركز على الشرف والتضحية بالمبادئ. فقد كانت الطريقة التي قاتل بها السنوار ذكرتها بعزة الساموراي، الذي يتحلى بالشجاعة حتى آخر لحظة.
عبر المنصات الاجتماعية، أظهرت تعليقات اليابانيين تقديرًا واحترامًا كبيرين للسنوار، معربين عن إعجابهم بمن ضحى بكل شيء من أجل قضيته. المتحدثون منهم تطرقوا إلى فلسفة الشرف لدى الساموراي، التي تتجاوز مجرد القتال والموت، إلى قيمة النضال من أجل العدالة. السنوار، وفقًا لهم، كان تجسيدًا حيًا لهذه القيم، فقد واجه العدو بشجاعة تفوق أي شيء آخر، حتى في اللحظات الأخيرة من حياته.
تحت تصاعد الأحداث المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، أظهر اليابانيون تضامنهم الواسع مع القضية الفلسطينية. بدأت الفعاليات الاحتجاجية والمظاهرات في اليابان منذ أوائل أكتوبر 2023، حيث حمل الطلاب والناشطون شعارات تطالب بإنهاء الحرب على غزة، مؤكدين أهمية حقوق الشعب الفلسطيني في السعي نحو الحرية. عكس هذا التفاعل إدراكهم العميق لآلام الإبادة الجماعية التي عانت منها غزة، مشيرين إلى تجاربهم التاريخية مع القنابل النووية.
على الرغم من أن الحكومة اليابانية اتبعت خطى السياسة الأمريكية في دعم إسرائيل، إلا أن واقع الشارع الياباني يُظهر تضامنًا حقيقيًا مع غزة. فعبر منصات الإنترنت، تبادل اليابانيون صورًا وتعليقات تعبر عن تعاطفهم وفهمهم للمعاناة المستمرة، مستحضرين ذكريات مأساوية من تاريخهم مثل القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة عليهم في الحرب العالمية الثانية.
في خلاصة القول، أثار استشهاد السنوار ردود فعل قوية في اليابان، حيث اعتُبر شخصية بطولية تجسد القيم المثلى للمحاربين الأوائل. قد يعكس ما حدث تزايدًا في الوعي العالمي ودعم قضايا الحق والعدالة، حتى في ظل تحديات سياسية معقدة. يمثل السنوار أكثر من مجرد شخصية عابرة، بل رمزًا لموروث طويل من النضال والفداء في سبيل حق الشعوب في الحرية، وجذب ذلك إليه قلوب الكثيرين عبر الحدود.
