أصدر البرنامج الوطني لمؤشرات جودة الصحة في إسرائيل تقريرًا عن عام 2023، يكشف عن أوضاع مقلقة للفوارق الصحية بين المواطنين العرب واليهود في البلاد. يشير التقرير إلى استمرارية هذه الفوارق على الرغم من الجهود السابقة التي بذلتها وزارة الصحة. المحامي مراد مفرّع، رئيس “منتدى تعزيز الصحة في المجتمع العربي بإسرائيل”، أشار إلى أن وزارة الصحة سبق وأن أكدت على وجود عدم مساواة صحية. هذه الفجوات في الرعاية الصحية تمثل تحديًا كبيرًا ينبغي مواجهته عبر سياسات شاملة وإجراءات فعالة.
يعاني المواطنون العرب في إسرائيل من انخفاض متوسط العمر المتوقع، وارتفاع معدلات الوفيات بين الرضع، ووجود أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي والسمنة والسكري. هذه المؤشرات تعكس تبايناً ملحوظاً في جودة الرعاية الصحية المتاحة بين المجتمعات المختلفة. الكاتب يوضح أن الفجوة الصحية تتجلى بشكل خاص في عدم توفر الخدمات الصحية اللازمة، مما يؤدي إلى آثار سلبية على صحة المجتمع العربي.
التحديات التي تواجه المواطنين العرب تعود بشكل أساسي إلى محدودية الوصول إلى الخدمات الطبية. العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا كبيرًا في هذه المحدودية، حيث تسعى المجتمعات العربية للحصول على الرعاية اللازمة بينما تواجه صعوبات في التنقل والوصول إلى المرافق الصحية. في الوقت الذي تتلقى فيه المجتمعات اليهودية رعاية صحية أفضل، فإن المجتمعات العربية تفتقر لنفس المستوى من الفحوصات والوقاية.
من جهة أخرى، يلعب التلوث البيئي في المناطق العربية دورًا سلبياً كبيرًا في صحة السكان. العديد من هذه المناطق تعاني من تلوث الهواء، مما يزيد من انتشار الأمراض التنفسية مثل الربو. بينما تتمتع المناطق اليهودية بسياسات بيئية أكثر تطورًا، مما يساهم في تقليل مشاكل التلوث وتأثيراتها الصحية. ضعف الاستثمار الحكومي في تطوير البنية التحتية الصحية داخل المجتمع العربي يفاقم من هذه الأزمة.
يؤكد الكاتب على أهمية الجهود المجتمعية في معالجة هذه الفجوات. لتحقيق تقدم حقيقي، هناك حاجة للتعاون بين الجهات الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى وضع خطط استراتيجية بمشاركة القيادات المحلية. المنتدى الأكاديمي لتعزيز الصحة في المجتمع العربي يمثل خطوة في هذا الاتجاه، حيث يجمع نخبة من الأطباء والمختصين الراغبين في تحسين الحالة الصحية للمجتمع.
أخيرًا، يبرز الكاتب ضرورة إشراك المؤسسات الدينية والتعليمية في تعزيز الوعي الصحي بين المواطنين العرب، وتشجيعهم على تبني العادات الصحية السليمة. إن التوعية الصحية الجيدة يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تغيير العادات غير الصحية وتحسين جودة الصحة العامة في المجتمع، مما يسهم في تقليل الفجوات الصحية الموجودة.
