بعد 10 ساعات من الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم، تم الإعلان عن استشهاد القائد البارز محمد جابر، المعروف باسم “أبو شجاع”، بعد أن استهدفته القوات الإسرائيلية مع مجموعة من المقاومين داخل أحد المنازل. تمت عملية عسكرية “الأعنف والأوسع” التي استمرت 24 ساعة، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس وأحدثت دمارًا هائلًا في المنطقة.

بعد توغل الآليات العسكرية في المخيم، انتشرت القوات بكثافة واعتلى جنود القناصة منازل المدنيين ومنعوا دخول وخروج الناس، مما دفع المقاومين في المخيم إلى الاشتباك المباشر مع الجنود. تم تفجير العديد من العبوات الناسفة المحلية الصنع وقُتل شاب من عائلة غنام برصاص القناصة، وتم الإعلان عن استشهاد ثلاثة مقاومين آخرين بعد حصارهم واعتداء الجيش الإسرائيلي عليهم.

كتيبة مخيم نور شمس كانت تعتبر واحدة من أبرز كتائب المقاومة في المنطقة، وكانت تتميز بتنفيذ عمليات مباشرة ضد جنود الاحتلال ونقاط التماس. تصاعدت شهرة الكتيبة بعد استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة، وتميزت بقيادة أبو شجاع الذي أفرج عنه بعد استشهاد أبو لبدة، وظل يواصل مسيرة المقاومة مع رفاقه.

يعود أبو شجاع إلى عائلة نزحت من فلسطين عام 1948 واستقرت في مخيم نور شمس، حيث تعرض لعدة اعتقالات وشهد استشهاد شقيقيه واعتقال شقيقه الآخر. تحت ضغط التوغلات والاقتحامات المتكررة للمخيم، رفض أبو شجاع الاستسلام وتم مطاردته لمدة عامين قبل استشهاده.

وكان أبو شجاع معروفًا بشخصيته وقدراته الاستثنائية التي جعلته رمزًا للمقاومة في المنطقة، وعلى الرغم من تربيته في بيت بسيط، فإنه كان يحظى بشعبية واسعة بين الناس. قبيل استشهاده، كان يبدو في قمة حيويته وفرحته، وكأنه يودع الدنيا بسلام وفرح.

بعد استشهاد أبو شجاع ورفاقه، تم نعيهم في مساجد طولكرم ومدن أخرى في الضفة الغربية، ودعوا للإضراب الشامل تضامنا معهم. يعتبر أبو شجاع ورفاقه شهداء للمقاومة الفلسطينية، ويظلون أيقونة للنضال من أجل حرية فلسطين المحتلة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.