شهد الأسبوع الماضي هجوم جوي إسرائيلي على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في سوريا، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني وأربعة ضباط عسكريين آخرين. وقد توعدت إيران بالرد على هذا الهجوم، ما دفع بعض الخبراء إلى التحذير من تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، وإمكانية تطوره إلى صراع إقليمي. ومن المحتمل أن تكون روسيا مهتمة بالفوضى في الشرق الأوسط كوسيلة لتحقيق مصالحها، ولكن في حال اتساع الصراع باتجاه حرب أكبر، فإن روسيا ستكون عرضة للخسائر.

بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا عام 2019، استغلت روسيا الفراغ الناتج وزادت تأثيرها في المنطقة، وقامت بتعزيز تواجدها في سوريا وليبيا ومصر. وبالرغم من استغلال روسيا للصراعات المحلية في المنطقة، إلا أنها قد تواجه صعوبات في التعامل مع أي تصاعد للصراع بين إسرائيل وحماس، خاصة في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا.

يشير تحليل الباحثة ميشيل غريه إلى أن تعمق العلاقات بين روسيا وإيران قد يكون مؤشراً على استمرارية نفوذ روسيا في المنطقة، لكن قد يكون أيضًا مؤشرًا على اعتماد روسيا على إيران في المستقبل. وتحتاج روسيا إلى بناء علاقات قوية مع إيران لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

مع تصاعد التوترات في المنطقة، تخشى روسيا من أن تؤدي أي حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط إلى زيادة تأثير الصين في المنطقة، وقد تمثل حرب أوكرانيا سبباً في تزايد اعتماد روسيا على الصين. ومن المحتمل أن يكون أي صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط فرصة للصين لزيادة تأثيرها في المنطقة، وهو ما قد يدفع روسيا إلى اتخاذ إجراءات للحفاظ على نفوذها في المنطقة.

تظهر الرسائل الدبلوماسية أن إيران تتبع نهج حذر في التعامل مع الهجوم الإسرائيلي، محاولة تقليل التصعيد وتحقيق ردع يمنع إسرائيل من تكرار الهجمات. ومن المتوقع أن تبقى إيران تحت الضغوط الأمريكية منعاً لتصعيد الحرب، خاصة بالنظر إلى تأكيد الرئيس الأميركي على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ضد أي تهديدات من إيران ووكلائها في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.