يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحديات في مواجهة القدرات العسكرية الروسية في القطب الشمالي، حيث شهدت أكبر مناورات للناتو منذ الحرب الباردة تحت اسم “ستيدفاست ديفندر 2024″، وشملت التدريبات أكثر من 90 ألف جندي عبر المحيط الأطلسي وحتى القطب الشمالي. ورغم الوجود الدفاعي القوي في المنطقة، إلا أن قدرات دول القطب الشمالي، باستثناء روسيا، تظهر فجوات في القدرات العسكرية.
ترحب دول الناتو بفنلندا والسويد كأعضاء جدد، وتعتبر وجودهما تحولاً في الردع ضد روسيا في الشمال، ومع ذلك، تستهدف تركيزهما الاستراتيجي منطقة بحر البلطيق. وعلى الرغم من عدم وجود سفن تابعة للناتو تتمتع بالقدرات اللازمة لمواجهة روسيا في الجليد، فإن الولايات المتحدة ودول أخرى تفضل التركيز على مناطق أخرى مثل بحر البلطيق.
الغواصات النووية الروسية تشكل تهديداً في القطب الشمالي، حيث تستطيع شن هجوم على أميركا الشمالية دون اكتشافها. ومع الحرب الروسية في أوكرانيا، تزداد الحوافز للتعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي، مما يعيد النظر في استراتيجية الناتو في المنطقة.
روسيا قد رفعت من أولويتها للقطب الشمالي وبنيت عدة منشآت عسكرية في المنطقة، مما يزيد من قوتها العسكرية ويحمي قدراتها، بينما يفتقر الناتو إلى استراتيجية قطبية ومركزه على “أعلى الشمال”. تزايد التعاون بين روسيا والصين يمثل تحدياً إضافياً للناتو في المنطقة.
العوامل السياسية وتغيرات تحالفية في أوروبا قد تؤثر على تحديات الناتو في القطب الشمالي، خاصة مع عودة الأحزاب اليمينية الى السلطة. وعلى الرغم من تحفظ الناتو على قدرات روسيا، فإن هناك سيناريوهات تبرز خطر التحدي المباشر للحلف في المستقبل.وتخشى الصين من تزايد التعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي، حيث تستفيد بكين من قدرة روسيا على استقرار المنطقة والحفاظ على القوة الردعية ضد أي تدخل خارجي.