تشهد منطقة جباليا شمال قطاع غزة تصعيدًا مروعًا من الهجمات العسكرية الإسرائيلية، حيث استمر القصف والانفجارات العنيفة لمدة 13 يومًا، مما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين. وقد دخلت آليات حربية جديدة إلى المعركة، بما في ذلك الروبوتات المصممة للتفخيخ واستخدام البراميل المتفجرة التي تُفجر عن بُعد، ما ساهم في تدمير منازل بالكامل. تتزايد هذه الأعمال الوحشية في إطار خطة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تهجير سكان المنطقة وقتلهم، حيث استهدفت الآليات العسكرية بيوت المدنيين ليلاً ومنعت وصول المساعدات الإنسانية إليهم.

تُظهر التقارير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي باستخدام الأسلحة التقليدية بل عمد إلى استخدام الروبوتات المفخخة، التي تتحول بمثابة قنابل موقوتة تهدد حياة سكان جباليا. ومع بداية العمليات العسكرية، قام الاحتلال بنقل البراميل المتفجرة إلى المناطق السكنية بشكل سري، نتيجة للسيطرة على الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء. تعد هذه الاستراتيجية جزءًا من الهجمات المعلن عنها، حيث يستهدف الاحتلال تحقيق أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية.

على الجانب الآخر، وصف مراسلون وصحفيون ما يحدث في شمال غزة بأنه أكبر عملية تطهير عرقي منذ القرن الواحد والعشرين، حيث يتم استخدام الأسلحة بشكل عشوائي ودون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وقد أشار هؤلاء إلى أن الهجمات تتسم بقوة تدميرية غير مسبوقة أدت إلى تدمير منازل وأرواح. وعلى الرغم من الأحاديث بشأن العمليات العسكرية المسلحة، تفيد التقارير بعدم وجود أحداث قتال حقيقية، بل تركز الهجوم على تدمير الأراضي السكنية بشكل ممنهج.

أعلنت حركة حماس مسؤولية الإدارة الأميركية عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، داعية للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين. وأعربت الحركة عن قلقها إزاء خطة “الجنرالات” التي تهدف إلى إحكام الحصار على شمال غزة، وتدمير أمل السكان في الحصول على المساعدات الإنسانية. بينما تتزايد الدعوات لوقف الأعمال الحربية وفرض العقوبات على إسرائيل، يبقى الآلاف من المدنيين عرضة للخطر، مما يؤكد على تفشي الكارثة الإنسانية في المنطقة.

وحذر خبراء عسكريون من أن الوضع قد يستمر في التدهور في حال ظل المجتمع الدولي صامتًا أمام ما يحدث من انتهاكات. وبيّن أحد الخبراء أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات توغل ليلاً، ما يعكس استراتيجيات الحرب القذرة التي تعتمد على التدمير الشامل للمدن بعدالتقليل من الخسائر العسكرية. كما عُبر عن المخاوف الدولية إزاء الأبعاد القانونية لاستخدام مثل هذه الأسلحة، حيث تعتبر محظورة بموجب القوانين الدولية.

علاوة على ذلك، رصد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تأثير الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على السكان، مشيرًا إلى أن ما يتم استخدامه من أسلحة يخل بتوازن الحياة الطبيعية في المناطق المتأثرة. فإلى جانب القصف المدفعي والجوي، يتم تدمير المخابز والبنية التحتية، مما يجعل النجاة من الموت غير ممكنة سواء من القصف أو بسبب نقص الموارد الحيوية كالمياه والغذاء، وهو الأمر الذي ينذر بتزايد الكارثة الإنسانية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.