في إطار الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة التهديدات الخارجية، أرسلت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” وعددًا من الجنود الأمريكيين إلى إسرائيل، وهذا ما أثار تساؤلات مفاجئة في دوائر السياسة الأمريكية. المادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي تُلزم الأعضاء بالدفاع المتبادل في حال تعرض أحدهم للاعتداء، بينما لا توجد اتفاقية مشابهة مع إسرائيل. على العموم، يُعتبر قرار الرئيس بايدن بإرسال “ثاد” ومشغليه بمثابة خطوة غير مسبوقة، نظراً لعدم نشر قوات سابقة مع الأنظمة، على الرغم من أن “ثاد” نفسه يُعتبر من أكثر أنظمة الدفاع فعالية في التصدي للصواريخ الباليستية.

كان نشر نظام “ثاد” متوقعًا في ظل المحادثات الأمريكية الإسرائيلية حول الرد على الهجمات الإيرانية التي تستهدف إسرائيل. تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي كانت حاسمة، حيث قال إن الرد على إيران سيكون قاتلاً ودقيقًا. ومع ذلك، نصح البنتاغون بضرورة تجنب استهداف المنشآت الحيوية في إيران، مما يظهر توازنًا دقيقًا بين إظهار القوة ودعم المصالح الأمريكية. مهاجمون مثل تاريتا بارسي من معهد كوينسي اعتبروا هذا القرار تصعيدًا يمكن أن يجر الولايات المتحدة إلى صراعات غير ضرورية في الشرق الأوسط.

يرى البعض أن القرار بإرسال “ثاد” قد يفسر كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى منع تصاعد الصراع بين الدول في المنطقة. الجوانب المختلفة لهذا القرار تشمل إمكانية حدوث اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن ضبط الرد الإسرائيلي على إيران، بالإضافة إلى رسائل واضحة لطهران بأن أي تصعيد سيتعلق بالولايات المتحدة أيضًا. ومع ذلك، تُعتبر هذه المناورة مخاطرة قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في حال تم اختبار هذه الخطوط الحمراء من قبل إيران.

بينما يتحدث الخبراء عن الجوانب التكتيكية لـ”ثاد”، تأتي المخاوف من هجوم إيراني محتمل يهدد إسرائيل بآلاف الصواريخ الباليستية. الفجوة بين القدرات الدفاعية القائمة و”ثاد” تتمثل في أن “ثاد” مصمم لإسقاط الأهداف على ارتفاعات مرتفعة، مما يجعله أقل فعالية ضد الهجمات على ارتفاعات منخفضة. كما أن القلق من الهجمات الإيرانية يتعزز بشكل أكبر مع تزايد الصواريخ التي قد تتسبب في أضرار كبيرة.

ومن الجانب الأمريكي، يُنظر إلى وجود “ثاد” في إسرائيل كاستثمار استراتيجي، حيث يمكن أن يُستخدم كجزء من التخطيط الدفاعي لمواجهة التهديدات من قوى كبرى مثل الصين. إن تكامل “ثاد” مع أنظمة الدفاع الأخرى الأمريكية يُعتبر خطوة هامة في تعزيز التعاون العسكري وتحقيق تجارب قيمة في التصدي للتهديدات المستقبلية.

تتجاوز أبعاد وجود “ثاد” في إسرائيل الخلافات الحالية لتشمل آفاق أوسع من الأمن الإقليمي، حيث يُظهر هذا القرار توجهًا لاستخدام المنظومات الدفاعية كأسلحة استراتيجية في العلاقات الدولية، مما يحتم على جميع الأطراف المعنية النظر في تأثيراتها بعيدة المدى.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version