في زيارة رسمية قصيرة إلى لبنان، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عددًا من المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. حمل عراقجي رسالة دعم قوية من الجمهورية الإسلامية للبنان وحزب الله، مؤكدًا على مواقف إيران الثابتة في دعم المقاومة. وقد جاءت هذه الزيارة في ظل توتر سياسي وأمني متزايد، حيث شهدت بيروت أصداء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، وهو ما يعكس الظروف الحرجة التي يعيشها البلد.
عراقجي شدد على أن إيران ليست لديها خطط لمواصلة الهجمات على الكيان الإسرائيلي، لكنه حذر من أن أي اعتداء سيثير رد فعل أقوى مدروس. وبالرغم من التهديدات الإسرائيلية، أكد على أهمية الدعم الإيراني لجهود لبنان في مواجهة اعتداءات “الكيان الصهيوني”، الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، مشيرًا إلى أهمية انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور المنصب لفترة طويلة.
تأتي زيارة عراقجي في وقت شهدت فيه المنطقة تغييرات كبيرة، إضافة إلى القصف الأخير الذي تعرض له الحرس الثوري الإيراني، ما استدعى تأكيّد إيران على موقفها الثابت تجاه دعم المقاومة. واستغل المرشد الإيراني، علي خامنئي، هذه الزيارة لتأكيد التزامه بدعم حزب الله ودفاعه عن غزة، ما يعكس تقاطع المواقف الإقليمية في الظروف الحالية.
عبر هذه الزيارة، حاول عراقجي إرسال رسالة قوية حول أهمية الموقف الإيراني في الصراع، حيث أشار إلى أن الدعم الذي تقدمه إيران للبنان وحلفائه ليس مجرد توصيات بل يأتي في إطار التزام استراتيجي. وبالرغم من عدم تأكيده على لقاءات مع قادة حزب الله، إلا أن الحديث عن طبيعة الأحداث المستقبلية تحتل مكانة كبيرة في المحادثات السياسية والتي تتطلب تضافر الجهود لمواجهة التحديات.
في معرض ردوده، اعتبر عراقجي أن الجرائم الإسرائيلية ستفشل كما هو الحال مسبقًا، وأكد على ثقة الشعب اللبناني في تحقيق النصر. جاءت تصريحاته لتأكيد دور إيران كداعم رئيسي لحزب الله، وأن الظروف الحالية هي دليلاً على التزامها التاريخي بتحقيق الاستقرار في لبنان.
من جهة أخرى، اعتبر الكاتب السياسي محمد شمس الدين أن زيارة عراقجي تأتي لتأكيد الموقف الإيراني المتواصل في دعم حلفائها في لبنان، مشيرًا إلى أن رسالة الزيارة تحمل دلالات سياسية كبيرة. وتطرق إلى التهديدات الإسرائيلية التي تطول الطائرات الإيرانية، معتبرًا أن استهداف الطائرات الدبلوماسية يعد انتهاكًا للمواثيق الدولية. كما أشار إلى احتمالية وجود نية إسرائيلية لتغيير خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، ومع ذلك فإيران لا تبدو أنها بصدد التحرّك الفوري، ولكنها ستواصل دعمها لجهود المقاومة.