قال رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون في مقال له في صحيفة غارديان إن الحرب المستمرة في قطاع غزة تعتبر كابوسًا غير متناهٍ، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل. ورغم مرور عام على بدء هذه الحرب، لا يبدو أن هناك أملًا في تحقيق هدنة أو وقف لإطلاق النار. وأكد براون أن ضرورات البحث عن بارقة أمل في زمن الحرب تظل قائمة، مشيرًا إلى وجود خطة لحل الدولتين لا تزال طي النسيان. ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لإعادة السلام ووقف الأعمال العدائية.
جاءت الدعوة من براون إلى دعم الأطفال في غزة التي تعاني أكثر من غيرها من آثار الصراع. وأكد على أهمية الدعم الخاص بالمليون طفل الذين يعتمدون على المساعدات في حياتهم اليومية، وناشد المجتمع الدولي، بما في ذلك مجموعة الـ20، أن يتسلم مسؤولياته المالية لتقديم الدعم في مجالات التعليم والصحة. وحذر من أن الأطفال في غزة، وخصوصًا الذين ولدوا في خضم النزاع، يحتاجون إلى الدعم النفسي والتعليم الفوري، حيث تكمن أهمية النمو العقلي في السنوات الأربع الأولى من حياتهم.
أشار براون إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تعاني المناطق من نقص حاد في الموارد الأساسية. وبحسب قوله، يوجد مرحاض لكل 850 شخصًا، وأكثر من 85% من الآباء يفيدون بأن أطفالهم يقضون يومًا كاملًا دون طعام. ويحتاج نحو 346 ألف طفل تحت سن الخمس سنوات إلى الغذاء، بينما يعاني 50 ألف طفل من سوء التغذية الحاد. وأكد على ضرورة توفير الرعاية الطبية والنفسية للجرحى.
وتحدث براون عن عدم وجود أماكن آمنة لتعليم الأطفال في غزة، حيث فقد أكثر من 11 ألف طفل حياتهم بسبب الحرب، إلى جانب مئات المعلمين والطلاب الذين تعرضوا للإصابة. ولفت إلى أن التعليم في غزة شهد انتكاسات شديدة نتيجة اللجوء إلى التعليم عن بُعد بسبب جائحة كورونا والحرب، مما جعل الأطفال يفقدون عامين كاملين من التعليم.
واستند إلى تقرير حديث من جامعة كامبردج يشير إلى زيادة عدد الأطفال غير القادرين على قراءة نص بسيط. وفي ظل هذا الوضع المأساوي، دعا إلى ضرورة الشروع في بناء مراكز مؤقتة لإعادة الطفولة المبكرة في غزة، التي توفر مكانًا آمنًا للأطفال والأمهات الحوامل ليحصلوا على الدعم اللازم.
بناءً على كل ذلك، يرى براون أن الجهود المبذولة حاليًا بحاجة إلى أمر طارئ وفوري، فالوقت ليس في صالح الأطفال الذين يعانون في غزة، ومن المهم عدم الانتظار حتى تضع الحرب أوزارها للبدء في خطاب إعادة الإعمار. يتجلى الأمل في مستقبل مشرق لهذه الأجيال الناشئة من خلال استثمار مكثف وموجه لصالحهم.