غزة – قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، إن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تغيرت بشكل جذري بعد السابع من أكتوبر 2023. وقد تعرض الآلاف منهم لأبشع الجرائم، بما في ذلك القتل والتعذيب الجنوني والتحرش الجنسي. وأكد الزغاري في حوار مع “الجزيرة نت” أن عدد الشهداء في سجون الاحتلال منذ هذا التاريخ هو الأعلى منذ عام 1967، بما في ذلك مئات من أسرى قطاع غزة. وتزامنت هذه المرحلة مع تحريض رسمي من الحكومة الإسرائيلية ضد الأسرى، الأمر الذي وصلت فيه دعوات بعض الوزراء إلى الإعدام.
تحدث الزغاري عن تجربته الشخصية في الاعتقال، التي بدأت عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى. اعتُقل في سن صغيرة، وتجربته في سجون الاحتلال كانت مليئة بالتعذيب والقمع. على الرغم من أن الوضع في السنوات السابقة كان أكثر قبولا من حيث الزيارات والمحامين، فإن الوضع الحالي يختلف تماما، حيث أصبحت حياة الأسرى في السجون أشبه بالجحيم، مع استمرار عمليات التعذيب والحرمان من الحقوق الأساسية.
بالنسبة لواقع السجون بعد 7 أكتوبر، أكد الزغاري أن الأسرى يواجهون الآن مرحلة خطيرة، مع تعليمات إسرائيلية مشددة لتقييد حقوقهم. فقد حول بن غفير، وزير الأمن الداخلي، السجون إلى أماكن تعذيب، حيث تعرض جميع المعتقلين، بغض النظر عن مدة اعتقالهم، لأشكال يومية من التعذيب والقمع. وهذا أدى إلى زيادة كبيرة في حالات الشهداء داخل المعتقلات، حيث يتم استغلال التعذيب لفرض الهيمنة والإخضاع على الأسرى.
تأثرت حياة الأسرى بشكل كبير منذ تولي بن غفير منصبه. أظهر الزغاري أن التعليمات الصادرة عن سلطات الاحتلال أدت إلى اكتظاظ شديد في السجون، مما أثر سلبًا على ظروف الحياة اليومية. فالأسرى يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية. كما سلط الضوء على المعاناة التي يتعرض لها الأسرى المرضى، بما في ذلك الأطفال والنساء، بسبب السياسات العنصرية لأجهزة الاحتلال.
عند الحديث عن الأطفال والأسيرات، أوضح الزغاري أن قوات الاحتلال تحتجز أكثر من ألف طفل و450 امرأة، تعرضوا جميعهم لأقسى أنواع المعاملة. الأسرى الصغار والنساء يعانون من نقص في الرعاية الأساسية، بما في ذلك الطعام الكافي وظروف النظافة. وقد تم توثيق حالات من التحرش الجنسي وانتهاك الحقوق الإنسانية للأسرى، الأمر الذي يبرز سياسة الاحتلال في قمع الأسرى بكل الطرق الممكنة.
وبشأن حملات الاعتقال التي جاءت بعد 7 أكتوبر، أشار الزغاري إلى أن الاحتلال اعتقل نحو 10,800 شخص، دون احتساب الضحايا في قطاع غزة وحتى الآن، هناك العديد من الأسرى الآخرين الذين يعانون من ظروف سيئة ويرزحون تحت مظاهر القتل والإعدام. كما أشار إلى التحديات القانونية التي يواجهها هؤلاء الأسرى وعدم القدرة على الحصول على حقوقهم كما تنص عليها المواثيق الدولية. وفي الختام، قال الزغاري إن الذكرى الماضية لمساعدة هؤلاء السجناء أو الترويج لأحوالهم قد تتطلب الأمل في العمل من أجل حريتهم، خصوصًا بالنسبة للأسرى الذين أنهموا فترات طويلة في السجون.