قال وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد ميليباند، إن المملكة المتحدة خسرت نفوذها في العالم وأصبحت مثل العديد من القوى الأخرى ذات النفوذ العادي. وأكد أنها بحاجة إلى إجراء تغييرات جذرية في سياستها الخارجية والتعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل استعادة مكانتها الدولية. وأشار إلى أن رفض المملكة المتحدة التعاون مع الاتحاد الأوروبي في عام 2019 يجب أن يُعاد التفكير فيه لضمان تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.

وأكد ميليباند على أهمية الاعتراف بتراجع نفوذ وقوة المملكة المتحدة في العالم اليوم والتعامل مع الواقع كما هو، وليس بالشكل الذي كانت عليه في الماضي. وأشار إلى أن بريطانيا تمتلك خصائص قوة عالمية وتحافظ على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، لكنها تعتبر قوة متوسطة في النظام العالمي بالنسبة للعديد من الدول الأخرى.

وأشار ميليباند إلى أن تراجع نفوذ المملكة المتحدة قد يتزايد إذا تم انتخاب دونالد ترامب هذا العام، وذلك بسبب تبنيه مواقف بعيدة عن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في العالم الغربي. وعلى الرغم من ذلك، فإن حتى لو تم انتخاب جو بايدن لولاية ثانية، فإن التحديات والتهديدات التي تواجه الولايات المتحدة تظل قائمة وتحتاج إلى استعداد مستمر وفعال لتقديم قيادة عالمية.

وطالب ميليباند بضرورة إعادة النظر في سياسة المملكة المتحدة تجاه روسيا والصين وبقية الشركاء الدوليين، والعمل على تعزيز التعاون والتنسيق في مجالات السياسة الخارجية والدفاع والأمن والتنمية. وأشار إلى أن موقف بريطانيا في القضايا الحاسمة سيزداد سوءا إذا لم يتم التحرك معًا لمواجهة التحديات العالمية المتنامية.

وأكد ميليباند على أن بريطانيا لا تزال تمتلك نفوذا وسلطة عالمية، وتحافظ على قوة ناعمة وخشنة، ولكنها بحاجة إلى التعامل مع الواقع الجديد لتحقيق تأثير أكبر في العالم المتغير. وختم بالقول إن التحديات المستقبلية تتطلب العمل المشترك والتعاون الدولي لضمان الاستقرار العالمي والتنمية المستدامة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version