في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في لبنان، تروي أم علاء قصة معاناة أسرتها بعد النزوح بسبب التصعيد العسكري. تقول الأم، التي تعاني من أثر الحرب على طفلها، إن حياتهم المطمئنة تحولت بشكل جذري بعد القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن ابنها البالغ من العمر سبع سنوات، أصبح يعاني من الوحدة والخوف، ومن صور كوابيس تلازمه ليلاً. يعكس حديثها القلق العميق الذي ينتابها، حيث تحاول طمأنة ابنها، لكن واقع الحياة الجديدة في مركز الإيواء لا يسهل من تلك المهمة.

تتابع العائلة حياتها في أحد مراكز الإيواء بمدينة صيدا، حيث تلجأ الجهود إلى تقديم نشاطات ترفيهية موجهة للنازحين لتعزيز صحتهم النفسية. ومع تصاعد عمليات النزوح من المناطق الحدودية، تحولت العديد من المدارس إلى مراكز إيواء مؤقتة، وهو ما زاد من معاناة الأسر النازحة. في حديثها عن الوضع، تعترف أم علاء بصعوبة توفير الأساسيات لاستمرار الحياة، لكن وجود الأنشطة للأطفال يخفف من متحدهم.

تشير التقارير من الكوادر التطوعية، مثل رئيس جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية، إلى أهمية العمل على تحسين حالة الأطفال النفسية والتخفيف من آثار النزوح. الأطفال النازحون عاشوا تجربة قاسية، لذا فإن توفير الدعم النفسي والاجتماعي يعد أمراً ضرورياً لمساعدتهم في استعادة جزء من طفولتهم المفقودة. الجمعية توفّر أنشطة يومية للأطفال، بدءًا من الصباح وحتى المساء، في بيئة تحاول تخفيف الأعباء عن العائلات.

من جانبها، توضح مسؤولة الأنشطة في مركز الإيواء أن فرق العمل تبذل مجهودًا كبيرًا لتخفيف الضغط النفسي عن الأطفال من خلال أنشطة ترفيهية متنوعة. وقد أدى ذلك إلى تحسن كبير في الحالة النفسية للأطفال الذين بدأوا يشعرون بالسعادة تدريجيًا، مما يدل على فعالية هذه الأنشطة في تحسين وضعهم. تهدف المتطوعات إلى إبعاد الأطفال عن أجواء الخوف والصراعات من خلال ورش عمل تعليمية وترفيهية مختلفة.

في السياق ذاته، تحذر منظمة اليونيسيف من أن التصعيد العسكري قد أثر سلبًا على أوضاع الأطفال واحتياجاتهم، حيث تؤكد التقارير أن أكثر من 300 ألف طفل قد نزحوا وأن الأسر النازحة تواجه صعوبات جمة في الوصول إلى الماء والغذاء. يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف مزرية، مهددين بأضرار نفسية طويلة الأمد نتيجة للضغوط النفسية المترتبة على الحرب.

تظل المعاناة الأساسية للأطفال النازحين تتطلب تضافر الجهود، حيث تتسابق المنظمات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية، بينما تتم مواجهة تداعيات النزاع من خلال الدعم النفسي والترفيهي المقدم في مراكز الإيواء. حياة أم علاء وابنها تمثل صورة مثيرة للقلق عن واقع العديد من الأسر في لبنان، في وقت تبحث فيه عن الأمل في العودة إلى الدفء والأمان.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version