قالت صحيفة التايمز البريطانية إن إعادة إعمار الموصل التي عادت إلى الحياة بعد 8 سنوات من الدمار، تقدم بصيص أمل لإعادة بناء قطاع غزة، رغم أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة حذرتا من أن إعادة الإعمار قد تستغرق 15 عاما.
وذكرت الصحيفة -في تقرير لسامر الأطرش- بأن سكان الموصل عندما بدؤوا في العودة إليها بعد أن انتزعها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من تنظيم الدولة، وجدوا أرضا قاحلة غير صالحة للسكن، دُمّر حوالي 140 ألف منزل فيها إلى جانب مسجد النوري التاريخي ومئذنته المائلة.
وبعد 8 سنوات -كما تقول التايمز- عادت المدينة العراقية التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة لخلافته إلى الحياة، وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) هذا الأسبوع إنها قريبة من استكمال تجديد المسجد والمئذنة، كما تجري إعادة تجميع متحف يضم آثارا آشورية لا تقدر بثمن، قبل إعادة افتتاحه العام المقبل.
ومثل الموصل، أصبح قطاع غزة منطقة غير صالحة للسكن، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء الكشف عن خطة لإخلاء الأرض الفلسطينية من سكانها قبل أن تستولي عليها بلاده، رحبت بها الحكومة الإسرائيلية، لكن الدول العربية نددت بها، وقالت مصر إن غزة تمكن إعادة إعمارها وسكانها في أماكنهم.
وللحصول على أمثلة أخرى تنافس الدمار في غزة، عاد الخبراء إلى الدمار الهائل الذي لحق بالمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، كما عُرض مثال غروزني، المدينة الشيشانية التي يسكنها نحو مليون شخص والتي دمرها الجيش الروسي في عام 2000 وأعيد بناؤها بالكامل بمساعدة مليارات الدولارات من الكرملين.
وقال مارك غارزومبيك، أستاذ تاريخ العمارة في الجامعة الأميركية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن “المباني في أوروبا كانت مصنوعة من الطوب والخشب وبعض الحجارة، ومن الممكن إزالة أنقاضها من قبل السكان المحليين من دون الحاجة إلى عمالة ماهرة، أما في غزة فالأنقاض هي الخرسانة المسلحة”.
وحتى تقييم الأضرار والتخطيط للحفر قد يستغرق سنوات -كما يقول غارزومبيك- و”سيتعين على المهندسين المرور على كل عقار على حدة وإجراء تقييم، وهذا التقييم سوف يستغرق سنوات، خاصة أن الخبراء لا يعرفون أين سيعيشون وكيف سيتم جلبهم كل يوم للعمل”.
وعلى النقيض من العراق والشيشان، حيث تستطيع الحكومة المركزية تنظيم وتمويل إعادة الإعمار بالتعاون مع شركاء دوليين، فإن غزة -كما تقول الصحيفة- محاطة بإسرائيل ومصر اللتين لديهما الآن خطط مختلفة لمستقبل المنطقة.
وتقدر تكاليف إعادة الإعمار بعشرات المليارات، إذ تقول الأمم المتحدة إنها قد تكلف أكثر من 50 مليار دولار، وقال مسؤول عربي للصحيفة إن أي جهة مانحة لن تكون على استعداد لتمويل إعادة الإعمار في غياب اتفاق سلام يضمن عدم تحول المنطقة إلى أنقاض مرة أخرى.
وبالتالي قد يستغرق الأمر 10 سنوات على الأقل للدخول في مسار حل المشكلة، ربما إذا سارت الأمور على ما يرام، وقد يستغرق 20 عاما، مما يعني أن طفلا صغيرا يكبر الآن في غزة، ربما لن يعيش في منزل أو شقة كما عاش والداه”.