في السادس من نوفمبر 2024، أثيرت تساؤلات عديدة في منطقة الشرق الأوسط عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، خاصة فيما يتعلق بمصير الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة ولبنان. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزم على متابعة العمليات العسكرية، مما زاد من حدة القلق بشأن تدهور الأوضاع في المنطقة. تعيين يسرائيل كاتس وزيرًا للدفاع وغدعون ساعر وزيرًا للخارجية زاد من إمكانية التصعيد العسكري، وهو ما تؤكده التحليلات السياسية في لبنان والتي تشير إلى أن الفترة الانتقالية حتى تسليم السلطة في يناير ستشهد تطورات خطيرة.

تعتبر هذه الفترة الانتقالية حساسة للغاية، حيث يمتلك الرئيس جو بايدن خيارات محدودة في التعامل مع أزمة الحرب. الخيار الأول هو وقف الحرب، لكن يُعتبر ضعيفًا بسبب تعقيدات الوضع الراهن. الخيار الثاني يتمثل في زيادة الضغط على ترامب عبر إدخاله في قضايا معقدة تضطر الإدارة الأميركية المقبلة لمواجهة ردود فعل سلبية. هذه الأوضاع قد تؤدي إلى مزيد من التوترات، خاصة في ظل الأزمات المستمرة في غزة.

المحلل السياسي أمين قمورية يرى أن هذه الفترة قد تشبه “فترة البطة العرجاء”، مما يعني صعوبة التنبؤ بالتطورات المتوقعة. ومع اقتراب تسلم ترامب للسلطة، من المهم تقييم ما إذا كانت الإدارة السابقة قد تركت له أمورًا معقدة لحلها. هناك توقعات بأن إدارة ترامب قد تستمر في الحرب ضد حزب الله وحماس، مما قد ينذر بزيادة الصراعات العسكرية في المنطقة.

من جانب آخر، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر أن ترامب لن يتمكن من تشكيل السياسة الأميركية بشكل رئيسي إلا بعد دخوله البيت الأبيض، مما يعني وجود فترة قد تحدث فيها تحولات ميدانية قد تفضي إلى تسويات أو تصعيد للحرب. الموقف المتعنت لإسرائيل في ظل الدعم المحتمل من ترامب قد يعقد الأمور، حيث تسعى للهيمنة على لبنان وتقليص قدرات المقاومة، وهو ما قد يلقي بظلاله على الاستقرار الإقليمي.

الخيار الذي قد يواجهه ترامب عند وصوله يظهر أنه مرتبط بشكل كبير بما سيجده على الأرض؛ فإذا كانت الأمور قد بلغت نقطة حرجة أو إذا حدث انفراج ما، فإن خياراته ستتأثر بذلك. بدوره، لا يُبدي حيدر تفاؤلاً كبيرًا بإمكانية تغيير الواقع الجيوسياسي، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات والإجراءات الإسرائيلية ستستمر في إطار تخفيض أية إمكانيات للتسوية أو إعادة بناء السلام.

بصفة عامة، تظل المنطقة مفتوحة على العديد من السيناريوهات، وتأثير ترامب في الأشهر المقبلة يعتمد على الوضع الذي سيورثه. وبذلك، يتوقع المراقبون أن هذا الوضع سيثير سلسلة من التداعيات التي ستؤثر على الأمن ومستقبل الصراعات في الشرق الأوسط، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version