تُعتبر منظمة الدعوة الإسلامية من أبرز المنظمات الإنسانية والخيرية في السودان، حيث انطلقت في عام 1980 من العاصمة الخرطوم ووسعت نشاطها ليشمل أكثر من 40 دولة إفريقية. بعد الأحداث السياسية التي شهدها السودان في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير، تعرضت المنظمة لمجموعة من التحديات والمصاعب، بدءًا من مصادرة ممتلكاتها وصولاً إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بها نتيجة النزاع الحالي، والذي تقدر خسائره بحوالي 50 مليون دولار. وفي الوقت الذي تُسجل فيه المنظمة هذه الخسائر، كان مجلس أمنائها قد اجتمع بشكل طارئ لمناقشة الوضع الانساني وأقر الدعوة لمؤتمر مانحين بقيمة 40 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب.

رغم التحديات الكبيرة، لا تزال منظمة الدعوة الإسلامية تسعى للعودة إلى تقديم خدماتها ومساعداتها في مجالات التعليم والصحة والإيواء. بعد أن ألغت المحكمة القومية العليا بعض القرارات الجائرة ضدها، استأنفت المنظمة نشاطها في نهاية عام 2022، ومنذ اندلاع الحرب، استمرت في تقديم المساعدات الطارئة للنازحين واللاجئين. ومن بين تلك الجهود، قدمت المنظمة سلال غذائية ودعماً في مجال الصحة، حيث زودت وزارة الصحة بـ 90 طناً من الأدوية والمعدات الطبية. ورغم التحديات، أظهر مجلس الأمناء التزامًا قويًا باستمرار العمل الإنساني.

تسعى المنظمة من خلال مؤتمر المانحين المرتقب إلى جذب مزيد من الدعم الدولي لتحسين الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، على الرغم من تعقيد الوضع الإنساني في مناطق أخرى من العالم. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع القادم لمجلس الأمناء الترتيبات اللازمة للمؤتمر، ويتوقع أن يساهم المؤتمر في استقطاب دعم مالي يساعد في تحسين الحالة الإنسانية في البلاد، حيث يعاني العديد من المتضررين من تبعات الحرب المستمرة.

إن التعليم يعتبر أحد الأولويات الأساسية بالنسبة لمنظمة الدعوة الإسلامية، حيث تأثرت فيه أعداد كبيرة من الأطفال الذين فقدوا فرص تعليمهم بسبب النزاع، وتتجاوز هذه الأعداد 10 ملايين طفل. وبهدف تحسين هذا الوضع، أعدت المنظمة مشروعًا يهدف إلى إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية، يشمل صيانة المدارس وتوفير التجهيزات اللازمة وتدريب المعلمين. هذه المبادرات تمثل جهودًا عميقة للاستجابة للتحديات التي يمر بها قطاع التعليم وتعزيز مستقبل الأجيال الشبابية.

وعلى صعيد الرعاية الصحية، تؤكد المنظمة استمرار جهودها في تقديم الخدمات الطبية والوقائية، من خلال تنظيم حملات تهدف إلى مواجهة الأوبئة والأمراض التي تهدد حياة المدنيين، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية المزرية الناجمة عن الحرب. ويعكس هذا الدور الواضح للمنظمة في تحسين الصحة العامة والحياة الإنسانية المعيشية في السودان.

بالنسبة لوضع أصول المنظمة والمصاعب التي واجهتها، فإن بعض الأصول تم استردادها بعد صدور حكم قضائي لصالحها، لكن الحرب أثرت سلبًا على كثير منها. تُعاني الأصول والموارد الاقتصادية للمنظمة من خسائر ضخمة، حيث تقدر الأضرار بملايين الدولارات، مما يدل على التحديات الكبيرة التي تواجهها ليس فقط في استرداد الأصول، بل أيضًا في القدرة على ممارسة أنشطتها الإنسانية بفعالية في ظل هذه الظروف القاسية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version