أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن قدرات حزب الله في استخدام الطائرات المسيّرة قد تقدم بشكل ملحوظ، مما جعله يتفوق على أنظمة الدفاع الإسرائيلية. خلال تحليله العسكري، أشار الفلاحي إلى دراسات توضح أن الحزب استطاع تطوير مسيّرات قادرة على اختراق ثغرات القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما يشكل تحدياً جدياً لإسرائيل. الهجمات الأخيرة على مدن إسرائيلية، مثل الهجوم الصاروخي على مدينة بنيامينا، تبرز هذه القدرات الجديدة وتدل على أن الحزب في مسار تصاعدي لتطوير وسائل قتالية متقدمة.
في الهجوم الأخير، أفاد الإسعاف الإسرائيلي بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 67 آخرين بجراح، مما يدل على فاعلية هذا الأسلوب الهجومي. وبحسب مصدر قيادي في حزب الله، تم تنفيذ الهجوم بواسطة سرب من المسيّرات الانقضاضية التي استهدفت معسكراً تابعاً للواء غولاني. الفلاحي توقع أن تكون الطائرات المستخدمة في الهجوم قد تم تصنيعها في روسيا، وتشير التقارير إلى أنها قادرة على حمل أربعة صواريخ جو-أرض بإمكانها الوصول إلى أهدافها بدقة وفاعلية عالية.
تعتبر هذه التطورات في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة جزءاً من ترسانة حزب الله المتطورة، التي تشمل أيضاً صواريخ متنوعة، مما يزيد من قدرة الحزب على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤلمة ضد الأهداف الإسرائيلية. الفلاحي تابع تحليله حول الدفاعات الإسرائيلية مشيراً إلى أن منظومة القبة الحديدية لا تغطي كافة الأراضي المحتلة، حيث أن البطارية الواحدة تغطي مساحة تبلغ حوالي 155 كيلومترا مربعا. حتى مع وجود عدة بطاريات، يبقى هناك نقاط ضعف يمكن للمسيّرات استغلالها.
وبخصوص الهجوم على حيفا، قدّر الفلاحي وزن الطائرة المستخدمة في الهجوم ما بين 25 إلى 30 كيلوغراماً، بالإضافة إلى 5 كيلوغرامات من الحمولة الصاروخية لكل صاروخ. بذلك، يمكن أن يكون الهجوم قد استعمل حوالي 40 كيلوغراماً من المتفجرات شديدة الانفجار، مما يدل على فاعلية السلاح المستخدم. هذه الأرقام توضح القوة التدميرية المحتملة للأسلحة التي يمتلكها حزب الله، وخصوصاً في ظل توجيهها نحو أهداف عسكرية.
الصور الملتقطة من موقع الهجوم أظهرت كثافة الوجود العسكري، مما يوحي بأن الهدف كان منطقة عسكرية وليست مدنية، حيث كان عدد المدنيين في الصور قليلاً. هذا يعكس تزايد دقة استهداف أهداف الحزب، واستمراره في تنفيذ عمليات مركزة ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة. ومع استمرار حزب الله في تطوير ترسانته الدفاعية وتكنولوجياته العسكرية، يبقى السؤال حول كيفية رد فعل إسرائيل في ظل هذه التحديات المتزايدة من جهة، ومدى قدرتها على حماية أراضيها من الهجمات المستقبلية.
تتجه الأضواء نحو أهمية التصدي لهذه التطورات التي يحققها حزب الله، وكيفية استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة هذا التحدي الجديد. مع استمرار التصعيد، سيكون على إسرائيل إعادة تقييم استراتيجياتها في الدفاع والهجوم، لضمان الحفاظ على أمنها الوطني. من الواضح أن التاريخ العسكري في منطقة الشرق الأوسط شهد تغييرات كبيرة، ويبدو أن هناك صفحة جديدة تُكتب في نزاع طويل الأمد، مع تحقيق حزب الله لمكاسب استراتيجية قد تؤثر على معادلات القوة في المنطقة.