أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد علي أبي رعد أن مقاومة لبنان شهدت تصعيدًا نوعيًا في عملياتها، حيث تمكنت من استهداف عمق فلسطين المحتلة بصواريخ تصل إلى 145 كيلومترًا. وأوضح أبي رعد في تحليله العسكري أن التأثيرات النفسية والعسكرية لهذه الصواريخ تزداد تزامنًا مع تركيز القوات المقاومة على الأهداف الاستراتيجية، مما يعكس خططًا مدروسة تزيد من فعالية العمليات في مواجهة الاحتلال.

وفي السياق، أفاد أبي رعد أنه تم إطلاق 18 رشقة صاروخية استهدفت 9 مستوطنات و8 قواعد عسكرية، مما أدى إلى لجوء حوالي 2.2 مليون مستوطن إلى الملاجئ، مما شل الحياة المدنية في مساحة لا تتجاوز 5000 كيلومتر مربع. وأبرز أهمية منطقة الكريوت، التي تحتضن مصانع كثيفة وتجمع سكاني كبير، مشيرًا إلى أنها تضم قاعدة بحرية استراتيجية تحتوي على غواصات قادرة على إطلاق صواريخ نووية، فضلاً عن كونها المقر الرئيسي لفرقة 13 الخاصة بالكوماندوز البحري.

وتطرق أبي رعد إلى الاستراتيجية المتبعة من قبل المقاومة، وهي استراتيجية مدروسة بعناية في إطلاق الصواريخ، تهدف إلى الاستعداد لطول أمد المعركة. وأوضح أن التصعيد صادف في كثير من الأحيان ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت المناطق اللبنانية، مثل الهجمات التي استهدفت البقاع ونتج عنها مقتل 53 مدنيًا وإصابة 170 آخرين.

كما تناول أبي رعد التحديات الداخلية التي يواجهها جيش الاحتلال، ومنها النقص في الذخائر، خصوصًا تلك الخاصة بالصواريخ الاعتراضية. وقد سلط الضوء على تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، والتي تهدف إلى رفع معنويات الجيش، لكنها تتناقض مع تصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن اقتراب نهاية العمليات العسكرية.

وفي إطار الأحداث الميدانية، حذر أبي رعد من محاولات الاحتلال التسلل إلى مناطق لبنانية مثل يارين وميس الجبل للوصول إلى بنت جبيل، بعد الفشل الذي واجهته القوات الإسرائيلية في محاولاتها السابقة. وأكد أن تلك العمليات أسفرت عن مقتل 5 جنود إسرائيليين، ما يعكس فعالية المقاومة وقدرتها على التصدي للهجمات والانتشار العسكري للعدو.

بناءً على هذا، يظهر العميد أبي رعد من خلال تحليلاته العسكرية مدى تأثير عمليات المقاومة اللبنانية على أمن الاحتلال، والتصعيد المتواصل الذي يجري عبر آليات مدروسة، مما يبعث برسالة واضحة تؤكد على استمرارية القوة والمقاومة في مواجهة الاعتداءات. يعتبر هذا الوضع مؤشرًا على الأوضاع العسكرية والسياسية المتدائلة في المنطقة، إلى جانب التأثيرات النفسية والإستراتيجية التي تعكس عمق التوترات القائمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version