يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن الوضع الدفاعي لحزب الله في جنوب لبنان يعتمد على مجموعة من المبادئ الأساسية التي تتضمن شمولية الدفاع في جميع الاتجاهات، مما يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لجعل دفاع الحزب فعّالًا. ويشير الفلاحي إلى أن هذا الدفاع يجب أن يكون له عمق استراتيجي، مما يسمح بالحماية الممتدة من الهجمات الإسرائيلية. أيضًا، فإن الإسناد المتبادل بين المناطق التي يسيطر عليها الحزب يعد ضرورة قصوى لاستمرار فعالية الدفاع، حيث تساهم هذه الاستراتيجية في تعزيز القدرة على استجابة سريعة لأي هجوم.

وبحسب الفلاحي، فإن الآونة الأخيرة شهدت تصعيدًا ملحوظًا على جبهة جنوب لبنان، حيث قام الجيش الإسرائيلي بمحاولات لاختراق الخطوط الدفاعية والتوغل داخل الأراضي اللبنانية. ويرى أن المناطق المرتفعة مثل مارون الراس، ميس الجبل، العديسة، كفر كلا، وعيتا الشعب، تمثل نقاط ارتكاز أساسية في الاستراتيجية الدفاعية لحزب الله. فهذه المناطق تلعب دورًا مهمًا في تنسيق ردود الفعل الدفاعية وتوفير الدعم المتبادل، مما يعزز القدرة على مواجهة القوات الإسرائيلية المتقدمة من عدة مناطق.

وأضاف الفلاحي أن خطط الجيش الإسرائيلي تركز على السيطرة على المناطق الحدودية مع محاولة التوغل حتى عمق 5 كيلومترات داخل لبنان، كما يسعى لتأمين الأراضي المرتفعة والحاكمة لضمان نجاح أي عمليات توغل مستقبلية. ويعتقد أنه من الضروري لحزب الله أن يعزز دفاعاته في هذه المناطق الحاسمة لمواجهة أي محاولات اختراق واقتحام قد تتعرض لها.

أما بشأن تكتيكات الخداع، فقد حذر الفلاحي من أن الجيش الإسرائيلي قد يعتمد على أساليب الخداع والتمويه كجزء من استراتيجيته الدفاعية. ويعزّى ذلك إلى احتمال قيام الجيش الإسرائيلي بشن هجمات على جبهة واسعة لاختبار نقاط الضعف في الدفاعات اللبنانية، حيث يمكن أن يتجه التركيز الأساسي على محور معين بينما يُخدع المدافعون بوجود هجمات متعددة في آن واحد.

كما أشار الفلاحي إلى موقف إسرائيل من القوات الدولية، حيث تعتبر أن قرار مجلس الأمن 1701 قد انتهى ويقتضي انسحاب القوات الدولية (يونيفيل) من المنطقة. ويتهم الجيش الإسرائيلي هذه القوات بإعاقة تقدمه، مما يؤدي إلى اتهامات لها بتشكيل دروع بشرية لحماية مقاتلي حزب الله. في هذا السياق، فإن رغبة إسرائيل في دفع القوات الدولية إلى مناطق أبعد قد يكون مرتبطًا بمحاولتها لإعداد الأرضية لعمليات عسكرية داخل لبنان مستقبلاً.

وفي ختام تحليله، أكد الفلاحي على أهمية القطاع الغربي من لبنان، حيث يعتبر الموقع الرئيسي للقوات الدولية وقد يمثل محورًا رئيسيًا في أي عمليات توغل إسرائيلية محتملة. كما ينبه إلى أن التصعيد في هذا القطاع قد يتسبب في تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي، مما يستدعي الانتباه والاستعداد لما قد ينتج عن التطورات المتسارعة في الوضع الأمني جنوب لبنان.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version