أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على توجيه ضربات مؤلمة للاحتلال الإسرائيلي، وذلك على الرغم من الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة. وأشار خلال تحليله العسكري إلى أن العمليات الأخيرة، مثل تفجير دبابة إسرائيلية في منطقة جباليا، تعكس فعالية التكتيكات المستخدمة من قبل المقاومة. حيث أن الاعتماد على الجغرافيا وتضاريس المنطقة، خاصة في المخيمات ذات الأزقة الضيقة، يمكن المقاومة من تحديد مسارات حركة القوات الإسرائيلية بدقة.

وأشار الصمادي إلى أن المقاومة تستخدم أساليب متقدمة في تجهيز الأسلحة والعبوات الناسفة، حيث يتم إخفاؤها بشكل محكم تحت الأرض لاستخدامها في الوقت المناسب. كما أن شبكة الأنفاق التي تحتفظ بها المقاومة تمنح المقاتلين مرونة في الحركة والتنفيذ للعمليات، مما يعزز قدراتهم على المناورة أمام القوات الإسرائيلية. وذكر أن الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع، حيث تضرر أكثر من 86% من المباني، أصبح ميزة تكتيكية جديدة، حيث تتحول الركام إلى متاريس تعزز من فرص المقاومة في الاختباء والمناورة.

من جهة أخرى، سلط الصمادي الضوء على أن العملية الإسرائيلية في شمال غزة تحمل أهدافاً سياسية تتجاوز العسكرية، حيث أن الهدف الرئيسي هو “التهجير والاستيطان والقتل”. وينبغي أن نفهم أن المقاومة تعتبر هذه المعركة وجودية، إذ تسعى إسرائيل لتهجير ما يقدر بين 200 إلى 400 ألف فلسطيني من شمال غزة ومدينة غزة. وحذر اللواء الصمادي من وجود خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على شمال غزة، من خلال إنشاء نقاط حصينة واستحكامات عسكرية على طول محور “نيتساريم”، والذي تم توسيعه بشكل ملحوظ.

أشار إلى أن هذه المنطقة تتعرض لقصف يومي من قبل الدبابات والطائرات الإسرائيلية، بما يشير إلى تصاعد التوتر بين الجانبين. ويرى الخبير العسكري أن الهدف النهائي لمرتكبي هذه العمليات هو تحقيق ما يعرف بـ “غزة بلا سكان أو غزة بلا حماس”، في وقت تستمر فيه المقاومة في تنفيذ عمليات نوعية مما يمثل تحدياً حقيقياً لهذه المخططات. على الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي الضخم، إلا أن المبادرين من المقاومة الفلسطينية يستمرون في تقديم ردود فعل قوية، مما يزيد من تعقيد الوضع.

تستند المقاومة الفلسطينية إلى دراسة دقيقة ومعرفة متعمقة بالتضاريس والمواقع، مما يسمح لها باتخاذ خطوات مدروسة وفعالة في مواجهة القوى الإسرائيلية. هذا الفهم للطبيعة الجغرافية يعزز من فاعلية التكتيكات المستخدمة خلال العمليات العسكرية، وهي نموذج يعكس القدرة على الصمود والمقاومة رغم الظروف الصعبة. وقد ساهم الدمار الذي شهدته المنطقة في خلق استراتيجيات جديدة تتيح للمقاومة الحفاظ على وجودها وقدرتها على تنفيذ عملياتها بشكل مؤثر.

في الختام، تجسد تصريحات اللواء الصمادي حقيقة أن المعركة في غزة ليست مجرد خوض قتال، بل هي معركة وجود تضع المقاومة الفلسطينية في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية المستمرة. ولتسليط الضوء على فيروس الهجرة والتطهير العرقي، تحتاج جميع الأطراف إلى إعادة التفكير في استراتيجيات التعامل من أجل الوصول إلى نوع من الحل الدائم يحقق السلام لعموم الشعب الفلسطيني، مع دفع العلاقات نحو مرحلة من التفاهم والاحترام المتبادل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version