|

اتفق خبيران على أن تعليق إسرائيل إطلاق سراح 600 معتقل فلسطيني يمثل محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيجاد ذرائع لعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة التبادل، وذلك بفرض شروط سياسية جديدة تتجاوز الجوانب الإجرائية للصفقة.

وأوضح الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين والكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن الموقف الإسرائيلي يعكس تحديات جوهرية تواجه استكمال الصفقة، في ظل ضغوط داخلية وتعقيدات سياسية تواجه حكومة نتنياهو.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تصريحات لمسؤول كبير مقرب من نتنياهو أكد فيها أن “فرص الاستمرار في المرحلة الثانية بالشروط التي يطلبها نتنياهو تقترب من الصفر”، مشيراً إلى أن بقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سياسياً وعسكرياً في غزة سينهي مبررات استمرار الحكومة.

وأشار جبارين إلى أن إسرائيل تحاول فرض شروط جديدة تتعلق بطريقة تسليم جثامين الأسرى، معتبراً أن “هذه المطالب تأتي على رأس زيارة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المرتقبة”.

ورغم دعم البيت الأبيض قرار إسرائيل تأخير إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، يرى جبارين أن زيارة ويتكوف قد تحمل نتائج مختلفة، موضحاً أن “الإدارة الأميركية تريد نتائج على أرض الواقع”.

وفي السياق نفسه، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز أن واشنطن تعمل مع شركائها القطريين والمصريين للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، مشدداً على التزام الرئيس بهذا الملف.

ضغوط متزايدة

ويواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية متزايدة، خاصة مع مطالبة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش باحتلال قطاع غزة بالكامل ووقف المساعدات وتهجير الفلسطينيين.

وأوضح الحيلة أن نتنياهو “يحاول أن يضع شروطاً سياسية قبيل الانتقال للمرحلة الثانية”، مشيراً إلى مطالب إخراج قادة حماس من غزة والقضاء على الحركة سياسياً، ونزع سلاح المقاومة.

وأكد الحيلة أن حركة حماس “ملتزمة التزاماً دقيقاً بالاتفاقية”، مستشهداً بمبادرتها في تسليم ستة أسرى دفعة واحدة، في حين علق الاحتلال إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.

وأشار إلى سابقة مماثلة عندما استجابت حماس لطلب الوسطاء بتسليم ثلاثة جنود رغم عدم التزام نتنياهو بالبروتوكول الإنساني المتعلق بالإيواء وإدخال المساعدات.

وبحسب مصادر مطلعة نقلتها القناة 12، فإن خيار تمديد المرحلة الأولى يبدو هو الخيار المفضل في مواجهة المعارضة الداخلية، خاصة مع رفض الأطراف اليمينية في الحكومة لأي تنازلات جوهرية.

ويرى الخبيران أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من المفاوضات المعقدة، مع استمرار محاولات نتنياهو للموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية، والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.