تشهد الجبهة الجنوبية في لبنان تصعيدًا عسكريًا مع استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله الاستراتيجيات والتكتيكات في مواجهة محاولات التوغل البري. تتجلى المعارك في القرى الحدودية الجنوبية، حيث يسعى جيش الاحتلال لإدخال قواته إلى المناطق الأكثر قربًا من لبنان، الأمر الذي يواجه بصلابة من حزب الله الذي ينفذ عمليات كبرى للتصدي لمحاولات الاحتلال. تتنوع محاور القتال بين الناقورة غرباً ومروحين شرقاً، وأيضاً في قطاعات متعددة مثل عيتا الشعب ورميش وكيبكي، مما يزيد من حدة الصراع في المنطقة ويؤكد على الاستعدادات الكبيرة التي قام بها الطرفان.
في سياق المعارك، تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة مع ارتفاع عدد قتلاه إلى 95 جنديًا وعدد جرحاه إلى 900 منذ بداية القتال. وعلى الرغم من استخدامه لقوات كبيرة تتألف من خمس فرق عسكرية مزودة بمختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك دبابات “ميركافا” وطائرات الاستطلاع، لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أهدافه في الوصول إلى عمق الأراضي اللبنانية. هذه المعارك أجبرت القوات الإسرائيلية على تغيير استراتيجيتها، حيث اعتمدت على التفجير والتفخيخ من أجل تدمير منازل القرى بدلاً من السيطرة المباشرة.
التحليل العسكري يشير إلى أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، لا تستطيع التقدم بسبب بسالة مقاتلي حزب الله وتحصيناتهم. وغالبًا ما تتعرض قوات الاحتلال لهجمات مباشرة تؤدي إلى تكبدها خسائر جسيمة. هذه الخسائر دفعت الجيش الإسرائيلي إلى استخدام تكتيكات أكثر فوضوية، مثل تفخيخ الأحياء وعدم التمكن من الثبات في أي موقع، مما يعكس عدم القدرة على تحقيق أي اختراق فعلي. هذه الإستراتيجية تشير بوضوح إلى الفشل العسكري الإسرائيلي، حيث يتم تدمير دباباتهم وآلياتهم.
العميد هشام جابر يعزو صعوبة تقدم الاحتلال إلى التضاريس الجغرافية المعقدة في جنوب لبنان، التي تعيق حركة الآليات العسكرية. ويظهر أن المناطق المرتفعة في الحدود تشكل حاجزًا أمام التقدم الإسرائيلي، مشددًا على أن قدرة حزب الله على صد الاحتلال تزداد قوة نتيجة لهذه التضاريس. ورغم محاولات الاحتلال الهجوم بقوات كبيرة، فإن الانتكاسات العسكرية المستمرة تدلل على فشل إسرائيل في محاولاتها لاحتلال أي مناطق حيوية.
الجبهة العسكرية لا تقتصر على الخسائر المادية، بل تمتد أيضًا إلى إستراتيجيات المقاومة، التي تحسن من قدراتها من خلال الصمود والتكيف مع الهجمات الإسرائيلية. حزب الله، بحسب التحليلات، استعد جيدًا منذ سنوات، بما في ذلك بناء الخنادق وتخزين الأسلحة، مما أتاح له تحطيم محاولات التوغل الإسرائيلي. يمثل هذا التطور انكسارًا للإستراتيجية الإسرائيلية ويعكس مستويات عميقة من التنسيق والعمليات العسكرية.
في النهاية، يتكثف الصراع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع تأكيد المقاومة على تكبد الاحتلال خسائر كبيرة. ويفضح واقع الأرض التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها الفروق الكبيرة بين الاستراتيجيات العسكرية للطرفين. يركز حزب الله على المحافظة على مواقعه والحفاظ على القرى الآمنة من التدمير، بينما يجد الجيش الإسرائيلي نفسه محاصرًا بخسائر فادحة وعدم القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة. इस स्थिति में, मास्टरप्लान के अपरिवर्तनीय परिवर्तन और गलतियों की खोज से बहुत कुछ निश्चित होता है।