سارعت روسيا إلى التعليق على الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية صباح السبت، حيث عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا عن قلق موسكو تجاه التصعيد المتزايد بين طهران وتل أبيب. دعت زاخاروفا إسرائيل إلى التوقف عن استفزاز إيران وحثت الأطراف المعنية على ضبط النفس ووقف العنف. وزادت من أهمية موقف روسيا مشيرة إلى استعدادها للعمل مع جميع الأطراف لتخفيف حدة التوتر وتجنب سيناريوهات كارثية.

من جانب آخر، تفاعل الخبراء الروس مع الهجوم الإسرائيلي، مؤكدين أنه كان متوقعًا ومدروسًا بدقة لتفادي ردود أفعال انتقامية كبيرة من إيران. واعتبر المحلل رولاند بيجاموف أن الضربة الإسرائيلية جاءت مع الأخذ بعين الاعتبار التهديدات الإيرانية السابقة، وتجنب استهداف المواقع النفطية والنووية في إيران. كما رجح وجود تعاون روسي قد يمنح طهران معلومات حول الهجوم، لكنه أشار إلى أن إيران كانت مستعدة أيضًا لهذا الهجوم.

أظهر التحليل من قبل بيجاموف أن إسرائيل لم تعد قادرة على توجيه ضربات متجددة وقاسية ضد إيران بسبب التحديات التي تواجهها في غزة ولبنان. وبالرغم من الضغوط التي يمكن أن تتعرض لها، فإن موسكو ليست في موقف يسمح لها بالمشاركة في الصراع بشكل مباشر، بل تتخذ إجراءات لحماية قواعدها العسكرية في سوريا. وهذا يعكس تحولًا في سياق العلاقات العسكرية والسياسية في المنطقة، حيث يبدو أن روسيا تسعى لتجنب التصعيد.

أما الخبير أندريه أونتيكوف، فقد اعتبر أن الهجوم الإسرائيلي ما كان ليكون مفاجئًا نظرًا لاستمرار تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء. حيث تسعى تل أبيب لتثبيت موقف يؤكد أن لها الكلمة الأخيرة في النزاع مع طهران. ومع ذلك، فإن الرد العسكري من قبل إسرائيل لم يتناسب مع حجم التأثير الذي يمكن أن تمارسه إيران، مما يعكس صبر طهران وحلفائها في المنطقة في ظل الظروف الحالية.

لفت أونتيكوف الانتباه إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة كانت تهدف إلى تحقيق ضجة إعلامية أكثر من أن تكون لها تأثيرات استراتيجية. أضرار الهجوم كانت “هامشية” بالمقارنة مع الضغوط العسكرية التي تستطيع إيران تنفيذها. ورغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها إسرائيل، فإن طهران تنتظر لحظتها المناسبة، مما يعكس استراتيجيتها المدروسة في التفاعل مع الضغوط.

وفي الختام، تبقى العلاقة بين موسكو وطهران معقدة وتشمل مجالات متعددة خارج الشرق الأوسط، حيث تُعتبر إيران شريكًا استراتيجيًا لموسكو في عدة ملفات جيوسياسية. ويظهر التعاون العسكري والتقني بين البلدين أن أي تقارير عن تقديم روسيا لمعلومات استخباراتية لإيران حول التصعيد المحتمل تبقى ضمن نطاق الأدلة الغامضة، لكن يبقى هذا الاحتمال قائمًا في ظل خلفية التعاون المستمر بينهما.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version