أكد خبيران سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي في حالة جاهزية تامة لمواصلة عملها المقاوم، خاصة بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار. ووفقاً للباحث السياسي الفلسطيني ساري عرابي، فإن حماس كانت متوقعة لحدوث مثل هذا السيناريو، إذ قامت بترتيب أمورها وبناء تنظيمها بشكل يضمن وجود بدائل قيادية جاهزة للتعامل مع أي طارئ. ويشير عرابي إلى أن استشهاد السنوار يحمل دلالات متعددة، من أبرزها تفوقه على الاحتلال الإسرائيلي في الجوانب الأمنية والاستخباراتية خلال فترة طويلة مضت، بالإضافة إلى قدرته على مواصلة قيادته للحركة حتى اللحظات الأخيرة من حياته، مما يعكس عزيمته وتحديه للظروف الصعبة.

يتناول عرابي استعداد حماس لما بعد السنوار، حيث يبرز أن الحركة قد وضعت خططاً لضمان وجود قادة بدلاء دائمين، وعليه فإن الانتقال القيادي لن يشكل عائقاً كبيراً. من ناحية أخرى، يصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى، الطريقة التي استشهد بها السنوار باعتبارها تمثل “ثباتاً أسطورياً”، موضحاً أن قيادته لحماس من موقع القتال، وقدرته على التواجد في ساحة المعركة في أوقات الحرجة تعكس قوة إرادة وعزيمة لن تُرى كثيراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ورغم حجم الضربة الموجهة لحماس جراء استشهاد السنوار، يشير مصطفى إلى أن ذلك لن يؤدي إلى خلل حقيقي في أداء الحركة. يتوقع أن تستمر منظومة العمليات والقتال والدفاع والصواريخ بفعالية، حيث تحول نمط القتال في غزة من جيش شبه نظامي إلى مجموعات حرب عصابات تتوزع في القتال بشكل مستقل بدون قيادة مركزية. وبذلك، فإن هذه الاستراتيجية قد تعزز المقاومة وتمنحها تفوقاً في حرب الاستنزاف، بدلاً من أن تعرضها للضعف.

وعند مناقشة تأثير استشهاد السنوار على مسار المفاوضات، يعبر مصطفى عن توقعاته بأن المفاوضات ستتأثر بشكل كبير، ليس بشكل إيجابي. في ظل غياب السنوار، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد المواقف وزيادة عناد حماس في المفاوضات. وأكد أن من يتوقع تراجع أو ليونة في موقف حماس أو مقاومتها بسبب غياب القيادي التاريخي هو على خطأ، حيث ستبقى الحركة وفية لمبادئها واهدافها.

من المهم الإشارة إلى أن الشهادات حول شخصية السنوار وما قدمه لحماس تبرز التقدير الكبير لدوره في تعزيز موقف المقاومة، مما يجعله رمزًا للثبات. جاء استشهاده ليضع الحركة أمام تحديات جديدة، ولكن أيضًا ليفتح المجال أمام قيادات جديدة لتأكيد قدرتها على الاستمرار في مواجهة التحديات.

في النهاية، يُعتبر استشهاد يحيى السنوار نقطة تحول في تاريخ حماس، لكنه أيضًا اختبار لقوة الحركة واستراتيجياتها المستقبلية. قدرة حماس على ملء الفراغ القيادي والحفاظ على زخم المقاومة يعكس العمق الاستراتيجي وقدرة التنظيم على التعامل مع الأزمات، مما يعطي انطباعًا إيجابيًا حول استمرار الحركة ومجابهتها للاحتلال الإسرائيلي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.