في خضم حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يبدو أن ملف السياسة الخارجية لم يحظَ باهتمام كبير مقارنةً بالانتخابات السابقة، رغم التأثيرات الكبيرة التي قد تترتب على نتيجة الانتخابات في العلاقات الأمريكية الدولية. وفقاً لتقرير مجلة “فورين بوليسي”، من المتوقع أن تترك نتائج انتخابات نوفمبر آثاراً واضحة على كيفية تعامل واشنطن مع القضايا العالمية. استطلاع أجرته كلية “ويليام آند ماري” أظهر آراء متعددة من خبراء العلاقات الدولية حول تأثيرات الانتخابات على السياسة الخارجية الأمريكية، مما يعكس أهمية هذه المسألة في التوجهات المستقبلية.

توقع الخبراء وجود اختلافات جوهرية بين سياسات نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب لو تم انتخاب أحدهما. وركزت هذه الاختلافات على العديد من القضايا الهامة، من بينها أزمة المناخ والعلاقة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والملف النووي الإيراني. في حين أن تأثير الانتخابات على استخدام القوة الأمريكية في الصراعات العالمية مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا كان أقل وضوحاً، فقد اعتبر الخبراء أن هناك فجوة واضحة في قدرات كل من هاريس وترامب في إدارة السياسة الخارجية.

عند مناقشة القضايا المتعلقة بالمشاركة في المؤسسات الدولية، حصلت هاريس على دعم كبير من الخبراء، حيث أشاروا إلى نسبة عالية لانخفاض احتمال انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات دولية هامة مثل اتفاق باريس. بينما اعتبروا أن إدارة ترامب قد تتجه نحو الانسحاب من هذه الاتفاقيات. هذه التوقعات اتسعت لتشمل مجالات التجارة والمساعدات الخارجية، مما يبرز الفرق الملحوظ بين رؤيتهم لكل من المرشحين.

بالنظر إلى استخدام القوة العسكرية، توقعت آراء الخبراء اختلافات ملحوظة، حيث من المحتمل أن يكون ترامب أكثر تحفظاً مقارنةً بهاريس، رغم أن العديد منهم أشاروا إلى عدم تأثير نتيجة الانتخابات بشكل كبير على مدى استخدام القوات الأمريكية في الخارج. وقد لاحظوا أن الاحتمالات المتعلقة بتوسع الصراعات في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا لم تكن ملحوظة بين المرشحين، مما يعكس وجود تباين في كيفية التعاطي مع الأزمات العسكرية.

عندما تم تقييم الفعالية في إدارة السياسة الخارجية، أظهر الاستطلاع تفوق هاريس الواضح حيث اختار 92% من المشاركين هاريس كالأكثر قدرة على التعامل مع القضايا الخارجية، بينما أبدى 8% فقط منهم ثقتهم بترامب. هذه النتائج متوافقة مع استنتاجات مماثلة من سنوات سابقة، بما في ذلك انتخابات 2020، مما يعكس دعم خبراء العلاقات الدولية للأجندة السياسية لهاريس.

علاوة على ذلك، تطرقت النتائج إلى توافق بعض الجمهوريين مع الرأي الديمقراطي حول قدرات ترامب، حيث أعربت نسبة من الجمهوريين عن عدم ثقتهم في قيادته. في المقابل، أظهر دعم نسبي لهاريس بين الخبراء الجمهوريين، مما يعكس تبايناً واضحاً في الآراء يجمع بين التصنيفات الحزبية المختلفة. ومع ذلك، كان الرد العام من الجمهور الأمريكي مُختلطاً، حيث لم يظهر فارقاً مهماً في الثقة بين المرشحين، مما قد يشير إلى تعقيدات إضافية في توجهات الناخبين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.