في شقة صغيرة بمجمع “شولا كوندومينيوم” في أديس أبابا، عاش يحيى وزوجته لحظة مقلقة عندما شعروا بهزة أرضية شدية. هذا الاهتزاز كان علامة على وقوع زلزال، مما دفعهما سريعًا لحمل طفليهما ومغادرة المنزل إلى الخارج، حيث انضم إليهم باقي سكان المجمع. هذه الظاهرة لم تكن تلقائية أو محدودة، بل شملت عدة مجمعات سكنية في أنحاء العاصمة الإثيوبية بعد أن ضرب زلزال بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر منطقة أواش فنتالي في شرق إثيوبيا، مما أثار القلق والخوف بين السكان.

وفي الوقت الذي تحدث فيه الناطق باسم الحكومة الإثيوبية عن استقرار الوضع في أديس أبابا وعدم توقع حدوث تبعات خطيرة، كانت الهزات تواصل تأثيرها على المدينة. الزلزال، الذي وقع في السادس من أكتوبر، كان الأول الذي يشعر به سكان العاصمة، وكان بداية لسلسلة من الزلازل التي امتدت عبر مناطق مختلفة، بما في ذلك الإقليمين المجاورين، أوروميا وأمهرة. هذه النشاطات الزلزالية كانت تمثل تحديًا، حيث بلغ عدد الزلازل الملحوظة إلى 6 منذ سبتمبر الماضي، مع تراوح قوتها بين 4.5 و4.9 درجات.

منطقة أواش فنتالي، التي شهدت الزلزال، تقع على بعد 229 كيلومترًا من أديس أبابا، وهي جزء من الصدع الأفريقي العظيم. هذا الصدع هو أحد أعظم التصدعات الجيولوجية في القارة الأفريقية، حيث تشهد المنطقة حركات تكتونية نشطة ونشاطات بركانية. على الرغم من الهزات الأرضية، لم تُسجل خسائر بشرية، لكن الزلازل تسببت في تصدع بعض المنازل في المناطق القريبة، مما عكس حجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه هذا النشاط الزلزالي على المجتمعات المحلية.

ومع تقدم الأحداث، أصدرت جامعة سامرا تقريرًا حول الوضع، حيث أشارت إلى أن الزلازل قد تسببت في تشققات أرضية، ولكن تواصل الأبحاث والدراسات عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. بالإضافة إلى ذلك، وضعت الجامعة استراتيجيات لمراقبة المنطقة وتحليل النشاط الزلزالي المستقبلي. كما ضمت الدراسة التأكيد على أن هذه الهزات هي نتيجة للتأثيرات الجيولوجية الطبيعية في المنطقة، مما يزيد من الوعي بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية.

وفيما يتعلق بسلامة المشروعات الكبرى مثل سد النهضة، طمأن إجازا تيسفاي، المدير العام للمعهد الجيولوجي الإثيوبي، السكان عن وضع السد، مشيرًا إلى أن الموقع بعيد بما يكفي عن منطقة الصدع الأفريقي ليضمن عدم وجود مخاطر زلزالية كبيرة. لقد تم أخذ جميع الاعتبارات البيئية خلال بناء السد، بما في ذلك إمكانية حدوث الزلازل، مما يعكس الجهود العميقة لضمان سلامته واستقراره في مواجهة التغيرات الجيولوجية.

ختامًا، تعكس أحداث الزلازل الأخيرة في أديس أبابا المهمة الملحة للفهم العميق للعلوم الجيولوجية والإستعداد لمواجهة التحديات الطبيعية. ومع المعلومات التي تم الحصول عليها من المؤسسات الأكاديمية والجهات الحكومية، يتضح أن إثيوبيا قادرة على إدارة المخاطر الزلزالية والتفاعل مع الأحداث الطبيعية بطريقة تحافظ على سلامة المواطنين وتحديات التنمية المستقبلية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version