درعا- شهدت مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، خلال اليومين الماضيين، اشتباكات عنيفة بين إدارة الأمن العام ووزارة الدفاع السورية، ومجموعة تُوصف بأنها خارجة عن القانون ويتزعمها المدعو محسن الهيمد.

عملت هذه المجموعة لصالح فرع الأمن العسكري للنظام السوري المخلوع، بالإضافة إلى احتضانها العديد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الصنمين.

وتتحصن في الحي الغربي للمدينة منذ أكثر من 5 سنوات، وتنشط في عمليات القتل والاعتقال، حيث سلمت العديد من أبناء المنطقة لفرع الأمن العسكري بسبب نشاطهم المعارض.

في هذه المادة الشارحة، ستكشف الجزيرة نت حقيقة ما شهدته الصنمين وعلاقة هذه المجموعة بها ونتائج الحملة الأمنية ضدها.

مستشار بوزارة الدفاع السورية: قواتنا تمكنت من محاصرة المسلحين بالصنمين

لماذا بدأت الحملة في هذا الوقت؟

قال أحد المسؤولين في الأمن العام، الذي رفض الكشف عن اسمه، للجزيرة نت، إن الحملة ضد هذه المجموعة “الخارجة عن القانون” كانت ضرورة بعد أن أخلت باتفاق توصلوا إليه معها قبل نحو شهر، والذي يقضي بخضوعهم لمحاكم ونشر نقاط عسكرية داخل الصنمين. ومع ذلك، استهدف عناصرها إحدى النقاط التابعة للأمن العام قبل 3 أيام بالرصاص وقذائف الهاون، مما عجل في بدء الحملة.

عمل الأمن العام على استقدام تعزيزات من عناصر وزارة الدفاع وفرض حصارا على المدينة قبل أن تبدأ الاشتباكات مع مجموعة محسن الهيمد.

وأضاف المصدر ذاته أن الاشتباكات كانت عنيفة جدا واستخدمت فيها الدبابات، لكنهم تفاجؤوا بحجم التحصينات الموجودة داخل الحي الغربي للمدينة، وكأنهم كانوا يستعدون لمثل هذا اليوم. ورغم ذلك، كان عناصر وزارة الدفاع حذرين في التعامل بسبب وجود مدنيين، حيث يتحصن الهيمد ومجموعته في منازلهم.

وأكد أن اثنين من عناصر المجموعة فجرا نفسيهما باستخدام أحزمة ناسفة عند معرفتهما بأن إلقاء القبض عليهما بات قريبا جدا.

هل كانت هناك محاولات دون التوجه إلى الحل العسكري؟

كانت هناك مساعٍ عدة للتوصل إلى حل يقضي بوقف إطلاق النار والاشتباكات، لكن لم تنجح، وكان آخرها، أمس الأربعاء، حيث كانت هناك هدنة لمدة ساعة بهدف دخول شخصيات إلى الهيمد لإقناعه بتسليم نفسه، لكنه رفض مما أدى إلى تجدد الاشتباكات.

أسفرت المواجهات حتى الآن عن مقتل مدني وإصابة 4 آخرين برصاص طائش وهم داخل منازلهم، في حين لا تزال إحصائية عدد القتلى من الطرفين غير متوفرة.

ونزحت العشرات من العائلات من الحي الغربي باتجاه أحياء أخرى من المدينة، خوفا على حياتهم دون أن يتمكنوا من اصطحاب أي شيء من محتويات منازلهم.

الصنمين شهدت بروز مجموعات مسلحة عدة حدثت بينها اشتباكات سابقا (الجزيرة)

ماذا كان رأي سكان الصنمين في الحملة؟

قال راضي القدور، أحد أهالي الصنمين، للجزيرة نت، إن المدينة ورغم عدم خروجها عن سيطرة نظام الأسد منذ عام 2011 وحتى عام 2018، إلا أنها من أكثر المدن التي لم يهدأ أهلها يوما.

وأضاف أن الصنمين بعد سنة 2018 شهدت ظهور تشكيلات عسكرية مختلطة التبعية، مما أدى إلى اشتباكات بينها بين الحين والآخر.

وكانت مجموعة الهيمد تعمل على تهديد الأهالي للحصول على مبالغ مالية من أصحاب الفعاليات التجارية في المدينة بحجة حمايتهم من السرقة والنصب. وأكد القدور أن الكثير من أهالي الصنمين كانوا ينتظرون هذه العملية منذ زمن للخلاص من المجموعة نهائيا، باعتبارها مصدر قلق لهم.

بعد يومين على الاشتباكات، هرب عناصر مجموعة الهيمد، صباح اليوم الخميس، إلى جهة مجهولة، وبدأ عناصر الأمن العام في تمشيط المنطقة خوفا من وجود ألغام داخل منازل المدنيين.

إلى أين يمكن أن يهرب عناصر المجموعة؟

لا تستطيع أي جهة أن تحدد المكان الذي يمكن أن يكون قد هرب إليه عناصر المجموعة. لكن وبحسب جغرافية المنطقة، اعتقد أحد مسؤولي وزارة الدفاع أن تكون منطقة اللجاة هي الوجه الأنسب لمثل هذه المجموعات.

وأوضح أن وعورة اللجاة وقراها المتباعدة توفر بيئة خصبة لتوجه المجموعة إليها، وأنها سابقا كانت تحتوي على العديد من المجموعات التي تعمل لصالح تنظيم الدولة وأخرى امتهنت قطع الطرقات و”التشليح” (النهب).

كيف يرى أهالي الصنمين مدينتهم بعد القضاء على مجموعة الهيمد؟

قال محمد اللباد، أحد سكان الصنمين، للجزيرة نت، إن الأهالي متفائلون بأن الأيام القادمة ستكون أفضل في الصنمين بعد التخلص من هذه المجموعة التي وصفها بـ”قلق الصنمين” بسبب ما فعلته للأهالي في السنوات السابقة.

ويرى اللباد في الحملة “درسا قد يتعلم منه الكثير ممن يفكر يوما بالعمل على زعزعة استقرار مدينة الصنمين خاصة ومحافظة درعا عامة”.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version