غزة – تحدث رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي عن الأوضاع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف هذا المخيم بشكل خاص، وهو الأكبر في القطاع من حيث الكثافة السكانية. وأكد عبد العاطي أن الاحتلال يمارس مجازر ضد سكان المخيم ويقوم بنسف المنازل بهدف إحداث تغيير ديمغرافي وجغرافي للمنطقة، مما أجبر الكثير من السكان على النزوح. يعتبر مخيم جباليا مركزاً تاريخياً للحركة الوطنية الفلسطينية وقد أثبتت المقاومة فيه قدرتها على مواجهة الاحتلال، مما يفسر الهجمات الإسرائيلية المستمرة عليه.

على مدار الأسبوعين الماضيين، استهدفت قوات الاحتلال مخيم جباليا بعمليات قصف ممنهجة، أسفرت عن مقتل أكثر من 650 شخصاً وجرح أكثر من 1500 آخرين. وقد دمرت عمليات القصف الممنهج المنازل، ومراكز الإيواء، وحتى المستشفيات، مما جعل الحياة في المنطقة شبه مستحيلة. الحصار المفروض قد أدى إلى إنشاء وضع إنساني كارثي، حيث تحولت المنطقة إلى منطقة منكوبة. وأشار عبد العاطي إلى أن مآسي جديدة تتعلق بتهجير السكان والحرمان من الخدمات الأساسية تتوالى كنتيجة مباشرة لهذه الهجمات.

في سياق الحديث عن الأسلحة المستخدمة، أشار عبد العاطي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أنواعاً مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً، بما في ذلك الفوسفور الأبيض والقنابل الكيميائية. هذه الهجمات تؤكد أن الاحتلال لم يلتزم بمبادئ القانون الدولي وأسس حماية المدنيين، مما يعد انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية. كما أشار إلى استخدام براميل متفجرة في التدمير الجزئي لمربعات سكنية، مبيناً أن ذلك يهدف إلى تحويل المناطق إلى أراض غير قابلة للحياة.

رصدت الهيئة الدولية العديد من الجرائم الإسرائيلية بما في ذلك العقوبات الجماعية، وفصل المدن عن بعضها، والاستهداف العشوائي للمدنيين. الاعتداءات المتكررة على العائلات أسفرت عن فقدان العديد من أفراد العائلة في عمليات قصف منفصلة. وأشار عبد العاطي إلى أن الاحتلال يمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين، ما يزيد من حدة الأوضاع الإنسانية في المخيم. هناك أيضاً تقارير عن إعدامات ميدانية لمواطنين نازحين، مما يعكس حجم الانتهاكات المستمرة بحق الإنسانية.

مخيم جباليا يعتبر رمزاً للصمود والمقاومة، وقد كان له دور أساسي في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، الأمر الذي يفسر تركيز الاحتلال على هذا المخيم. الاحتلال يسعى إلى تغيير التركيبة السكانية للمخيم بهدف إفراغه من سكانه والحد من تواجدهم. وذلك يتناقض مع التاريخ الطويل للصمود الذي ينتهجه أبناء المخيم وبما أن جباليا تشتمل على كثافة سكانية عالية فقد أصبح جرحاً في ضمير الإنسانية ومركزاً لجرائم الاحتلال المتعددة.

فيما يتعلق بالواقع الصحي والإنساني، أوضح عبد العاطي أن الوضع في المخيمات الشمالية من غزة يتدهور بسبب القصف المستمر والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية. تدمرت العديد من المستشفيات وواجهت تلك التي لا تزال تعمل تحديات كبيرة في تلبية احتياجات المصابين. يعتمد المستشفى الوحيد المتبقي على موارد محدودة وعاملين تحت ضغط شديد، مما يجبرهم على اتخاذ قرارات صعبة بشأن الأولويات في علاج المرضى والمصابين.

تحدث عبد العاطي أيضاً عن الصمت الدولي تجاه ما يحدث في غزة، مشيراً إلى عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات فعالة لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية. لا يزال الدعم العسكري والسياسي لدولة الاحتلال مستمراً من أطراف دولية وعربية، مما يزيد الأوضاع سوءاً. من الضروري توفير الحماية الدولية للسكان الفلسطينيين وتفعيل الجهود على مستويات مختلفة لوقف جرائم الاحتلال. إن استمرار التنديد بالانتهاكات والمطالبة بعقوبات على الاحتلال أصبح أمراً لا مفر منه لتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية المستمرة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version