ففي مؤتمر حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا تمت الموافقة على برنامج جديد يحدد موقف الحزب بشأن الإسلام والمسلمين في البلاد. تضمن البرنامج تصريحات تنص على أن المسلمين يجب أن يلتزموا بالقيم والقوانين الألمانية، وأن الإسلام الذي يرفض القيم ويروج للشريعة لا ينتمي إلى ألمانيا. وبالرغم من التغييرات التي طرأت على الصيغة الأصلية للنص، إلا أن الانتقادات تواصلت حول قضية تمييز المسلمين ومعالجة الإسلام بشكل مثاري.

وفي هذا السياق، يشير الدكتور يورغن زيميرر، المؤرخ في جامعة هامبورغ، إلى أن الحزب يسعى إلى تحديد الإسلام كمجموعة متجانسة، مما قد يؤدي إلى تحريض على الإسلام. ويعتبر زيميرر أن تصريحات الحزب تعكس محاولة يائسة لجذب أصوات اليمين المتطرف، معرضة لزيادة التفرقة والكراهية في المجتمع.

ومن الجدير بالذكر أن البرنامج الجديد للحزب يركز أيضاً على إلزام المهاجرين بالالتزام بالثقافة الألمانية والقوانين والقواعد، مع تغليظ الموقف تجاه تصاريح اللجوء واستقبال اللاجئين. ففي محاولة للتمايز عن سياسة الرئيسة السابقة أنجيلا ميركل، يرفض الحزب الاستمرار على نهج الترحيب بالمهاجرين ويدعو إلى نقل طالبي اللجوء إلى دول ثالثة آمنة خارج الاتحاد الأوروبي.

ويلاحظ أن هذه التحولات تعكس تغيير مواقف الحزب السياسية تجاه الهجرة والإسلام، فبينما كانت سياسة ميركل ترحيبية باللاجئين، يرى فريدرش ميرتس أن العودة إلى القوانين والتقاليد الألمانية يجب أن تكون الأولوية. وبهذه التطورات، يسعى الحزب إلى استعادة السلطة في ألمانيا بعد هزيمته الأخيرة، ويبدو أنها تصوب نحو تنمية قاعدة داخلية وجذب اليمين المتطرف.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version