كتب رمزي بارود، رئيس تحرير صحيفة “فلسطين كرونيكل”، مقالًا يقدم فيه تحليلًا حول السياسة الإسرائيلية الراهنة التي تدعي أنها تخوض حروبًا “دفاعية” على جبهات متعددة. ويشير بارود إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن هذه الحروب تهدف إلى حماية الحضارة من التعصب، موضحًا أن هذا الادعاء يتناقض مع الحقيقة، حيث إن إسرائيل اختارت خوض الحروب من أجل التوسع الاستعماري والهيمنة وليست عن الدفاع عن النفس كما يدعي المسؤولون.

ويشدد بارود على أن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين لا يمكن اعتبارها عملًا دفاعيًا، معتبرًا أن استخدام القوة تحت مسمى الدفاع عن النفس في القانون الدولي يقتصر على الرد على هجوم مسلح. وفي هذا السياق، ينتقد بارود بشدة التحركات العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية لا يندرج تحت واجب الحفاظ على الحضارة الإنسانية، بل يعكس طموحات توسعية.

وفي سياق الحديث عن الجبهات المتعددة، يتساءل بارود عن السبب وراء خوض إسرائيل للحروب على سبع جبهات، مؤكدًا أن هذا العدد مبالغ فيه، ويهدف إلى تعزيز الدعم العسكري والسياسي من الولايات المتحدة والغرب. ويرى أن هذه الحروب تترجم إلى فوائد مالية لإسرائيل، حيث تظل الحاجة إلى الدعم الأمريكي حاضرًا في كل الصراعات التي تخوضها.

يستمر بارود في توضيح أن هناك مسؤولين إسرائيليين لا يخفون نواياهم في السيطرة على الأراضي الفلسطينية، حيث يصر نتنياهو على أن الهدف هو السيادة الإسرائيلية الكاملة بين البحر ونهر الأردن. ويعبر بارود عن قلقه من أن هذه التوجهات تعكس طموحات استيطانية توجّهها شعارات دينية، وفي هذا السياق يبرز حديث وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن التوسع ليشمل الأراضي الفلسطينية إضافة إلى مناطق أخرى في العالم العربي.

يتناول بارود في مقاله خطط سموتريتش، المعروفة باسم “أمل وحيد”، والتي تركز على ضم الضفة الغربية بالإضافة إلى مشاريع استيطانية تستهدف خلق واقع سياسي غير قابل للتغيير. ويشير إلى أن الانزلاق نحو الحروب الدينية جاء نتيجةً لوجود حكومات متطرفة في إسرائيل، حيث تتجلى الأجندات التوسعية في تصريحاتهم.

في النهاية، يؤكد بارود أن كل هذه الممارسات والسياسات تشير إلى تجاهل تام للقوانين الدولية والإنسانية من قبل قادة إسرائيل، مما يهدد بمزيد من الحروب والصراعات في المنطقة. ولذلك، يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعالة لضمان فشل خطط نتنياهو وسموتريتش التي تهدف إلى التشديد على السيطرة والهيمنة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.