رغم الظروف القاسية ونقص المعدات، يبذل حاتم العطار وفريق الدفاع المدني في قطاع غزة جهودًا كبيرة لإنقاذ أرواح المواطنين أثناء عملية “طوفان الأقصى”. إن العمل الذي يقومون به هو أكثر من مجرد واجب؛ إنه هدف إنساني يحمّله المخاطر والصعوبات اليومية. يواجه الفريق تحديات مستمرة، حيث رغم الإصابات التي تعرض لها أفراد الفريق، إلا أنهم مستمرون في تقديم الإسعافات الأولية ومكافحة النيران.
تشير شهادات العطار إلى نقص المعدات الحيوية لعمل عناصر الدفاع المدني، حيث تُعتبر المركبات والأدوات شبه معطلة. ويؤكد أن الظروف تتطلب منهم العمل بأيدٍ عارية في بعض الأحيان، ما يزيد من وقت إنقاذ المواطنين العالقين تحت الأنقاض. هذا الواقع يشكل ضغطًا إضافيًا على المسعفين الذين يقومون بأدوار متعددة في ظل الذعر والخوف السائد بين المواطنين.
يتعرض العطار وزملاؤه للكثير من الخطر خلال تأدية واجبهم. ويفصل العطار كيف أصيب خلال عمليات إنقاذ خلال غارات على غزة، حيث نجى بأعجوبة من قصف استهدف منزلاً كان متواجدًا فيه. ورغم إصابته، عاد للعمل بعد أيام، متحدثًا عن الصدمة والإرهاق النفسي الذي يتعرض له هو وفرق الإنقاذ جراء مشاهد القصف والموت.
وردًا على هذه التحديات، يتذكر العطار بشكل خاص إحدى التجارب المأساوية التي عاشها عندما عُثر على امرأة تحت الأنقاض تطلب معرفة مصير أبنائها الذين استشهدوا. يعبر عن الألم الذي يشعر به حين يضطر إلى الكذب عليها لحماية صحتها النفسية، ويصف ذلك بالموقف الأصعب في مسيرته الدفاعية.
منذ بداية الحملة العسكرية، أنجز فريق الدفاع المدني أكثر من 45 ألف مهمة إنقاذ، مما يعادل أعوامًا من العمل في الأوقات الطبيعية. إن هذا الإنجاز قد تحقق على الرغم من تدمير 60% من معداتهم، وافتقادهم العشرات من زملائهم، مما يعكس تضحياتهم واصرارهم على أداء مهمتهم.
بالنظر إلى جميع هذه الظروف، يبقى العطار وفريق الدفاع المدني رمزًا لأمل الحياة في ظل الموت والدمار. يواصل هؤلاء الأبطال عملهم، متحدين كل الظروف، ليكونوا سواتر أمل للمدنيين الذين يعتمدون عليهم في مواجهة الكارثة. ومع كل تحدٍ جديد، يثبت هؤلاء الرجال أن الإنسانية لا تزال قائمة في وجه الاحتلال والاعتداءات، بينما لا تنفك قلوبهم تحمل عبء الألم والفقد.