اعتبرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة المالية بالتعاون مع مجموعة فاغنر الروسية ضد المتمردين في منطقة تينزاواتن الصحراوية شمال مالي لم تحقق أهدافها المرجوة. وأشار التقرير إلى أن العملية، التي سُميت بـ”عملية الانتقام” وهدفت إلى استعادة رفات الجنود الذين سقطوا في معارك يوليو، انتهت بالفشل حيث عادت القافلة العسكرية أدراجها دون أن تخوض أي معركة. وذلك يعكس وجود خلافات عميقة وانعدام ثقة بين الجيش المالي ووحدات فاغنر، وهو ما قد يؤثر على الاستراتيجية المتبعة في مواجهة المتمردين.

وبحسب المجلة، كان من المتوقع أن تقوم القوات المالية بالتعاون مع فاغنر بشن هجوم واسع النطاق ضد مسلحي “الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد” الذين يسيطرون على تينزاواتن، كرد فعل على الهزيمة التي تعرضت لها القوات المالية في يوليو. لكن المصدر العسكري المالي الذي تم الاستشهاد به ذكر أن القيادة العسكرية ترى أن الظروف الحالية غير مواتية لمثل هذه العمليات، ما يفسر تراجع القافلة إلى كيدال. وكان الهدف الأسمى هو رد الاعتبار بعد الهزيمة، لكن على ما يبدو أن الرد لم يكن متاحاً في الوقت المحدد.

تظهر التفاصيل التي أوردتها المجلة أن عملية “الانتقام” لم تتطلب فقط الاستعدادات اللوجستية بل أظهرت أيضاً وجود توترات واضحة بين الجيش المالي ووحدات فاغنر. حيث انتقدت الأخيرة الجنود الماليين عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل تليغرام، مشيرة إلى افتقارهم للاحترافية اللازمة. هذه التصريحات زادت من تعميق الخلافات بين الطرفين، وخلقت جواً من عدم الثقة، مما يعكس صعوبة التنسيق بينهما في القيام بعمليات مشتركة.

من جهة أخرى، أوردت المجلة تحليلات صحفية تشير إلى أن علاقة فاغنر بالجيش المالي اتسمت بنظرة ازدراء، حيث اعتبرت وحدات فاغنر نفسها “المنقذة” عند وصولها إلى البلاد. هذا الموقف لم يُقبل من قبل كبار الضباط في الجيش المالي الذين شعروا بأنهم يتعرضون للتهكم والاستخفاف، ما زاد من تعقيد العلاقة بين الطرفين وأدى إلى تدهور التنسيق العسكري.

في سياق متصل، يبدو أن هذه التوترات الداخلية ستؤثر على الاستراتيجيات العسكرية المستقبلية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر باستخدام التقنيات الحديثة. فقد أفادت المجلة بأن الجيش المالي بدأ يعتمد بشكل متزايد على “إستراتيجية الطائرات المسيرة” لمواجهة الجماعات المسلحة، وهو تكتيك يبدو أنه مستوحى من تجارب جيوش أخرى في المنطقة مثل بوركينا فاسو والنيجر.

وأخيراً، تخلص المجلة إلى أن الأوضاع الحالية توحي بأن الجيش المالي سيجد صعوبة أكبر في تحقيق أهدافه العسكرية ما لم يتمكن من تحسين التنسيق والعلاقة مع وحدات فاغنر. وقد يصعب على القوات المالية النجاح في مجابهة التحديات الأمنية القادمة ما لم تتم معالجة تلك التوترات البينية، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل التنسيق في العمليات العسكرية ضد المتمردين في ظل هذه الظروف المعقدة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.