يشير الكاتب البريطاني جوناثان كوك في مقاله بموقع “ميدل إيست آي” إلى الطبيعة الغير محددة للخطوط الحمراء التي تضعها الدول الغربية تجاه إسرائيل، وذلك بالرغم من تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط. ويعكس ذلك رؤية بعض القادة الغربيين الذين يبدون دعماً غير مشروط لتل أبيب، حتى عندما تتجاوز الأعمال الإسرائيلية الحدود المقبولة دولياً. ويستشهد كوك بحديث سابق مع ناشط حقوق إنسان إسرائيلي، حيث أبدى السفير الأوروبي شكوكه في إمكانية اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل، محذراً من عدم وجود خط أحمر يمكن أن تدفع إسرائيل ثمن تجاوزه. يعكس ذلك استمرار تجاهل المجتمع الدولي لما يحدث في الأراضي الفلسطينية، مما يساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية فيها.

يتطرق كوك إلى أزمة المساعدات والفقر التي يعاني منها سكان غزة نتيجة للحصار الإسرائيلي، حيث سجلت شحنات الغذاء والمساعدات أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر. يشير الكاتب إلى أن هذا التدهور يأتي في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مما يتيح للدول الغربية مبررات لمواصلة دعمها العسكري لإسرائيل بحجة الدفاع عن النفس. وفي سياق تلك الأحداث، يلفت الكاتب الانتباه إلى عدم اهتمام وسائل الإعلام الغربية بتغطية الأوضاع في غزة، حيث تم التركيز فقط على هجوم حركة حماس وما نتج عنه من قتلى إسرائيليين.

ويرد كوك على الوضع الحالي من خلال تسليط الضوء على الأحداث المرتبطة بالهجوم الإسرائيلي على غزة بعد السابع من أكتوبر، الذي كان نقطة تحول للصراع. يعتبر الكاتب أن ما حدث بعد هذا التاريخ لا يمكن فصله عن السعي الإسرائيلي المتواصل لاستئصال الفلسطينيين، وهو ما خلصت إليه محكمة العدل الدولية في قراراتها التي اعتبرت أن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين تصل إلى حد الإبادة الجماعية. وبالرغم من هذه التقديرات القانونية، يجد الكاتب أن الساسة الغربيين ووسائل الإعلام يتجاهلون تلك الأحكام المهمة، مما يعكس استمرارية تجريد الفلسطينيين من حقوقهم في العديد من المحافل الدولية.

يؤكد كوك على الضغط الدولي الذي تتعرض له محكمة العدل الدولية لعدم الكشف عن الجرائم المروعة التي تشهدها غزة، مؤكداً على أن هذا الضغط يأتي أساسًا من الولايات المتحدة التي تخشى أن يؤدي الإعلان عن إبادة جماعية إلى فضح تواطؤ القوى الغربية في هذه الأفعال. يعكس الوضع المحيط بالمحكمة تحكم القوى الغربية في مسارات العدل الدولي، مما يزيد من تأزيم وضع الفلسطينيين ويشجع إسرائيل على توسيع نطاق العنف. ويستند الكاتب إلى توسيع الاعتداءات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية وسوريا ولبنان، محذراً من posibles escalations if the international community continues to remain passive.

يطرح كوك سؤالًا حول استراتيجية إسرائيل في المنطقة، مشيرًا إلى أن الخطاب السائد هو أن إسرائيل تحتاج إلى إثبات قدرتها العسكرية من خلال الضغط على حماس. ولكن يرى الكاتب أن الاعتماد فقط على القوة العسكرية لن يؤدي إلى حل دائم للصراع. ويدعو كوك إلى ضرورة البحث عن حلول دبلوماسية، مشيراً إلى أنه منذ بداية الصراع قبل عقود، لم يتوقف العنف المتبادل، مما يفسر عدم قدرة إسرائيل على تحقيق الأمن بالأساليب الحالية.

في نهاية المقال، يشدد كوك على أن الأوضاع الراهنة تشير إلى أن إسرائيل ماضية نحو تنفيذ سياساتها الاستعمارية التي بدأت منذ عام 1948. ويستنتج الكاتب أن وجود الولايات المتحدة كداعم رئيسي لإسرائيل قد أسهم في إحجام المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف فعلي لحماية حقوق الفلسطينيين أو اتخاذ خطوات للإصلاح. وينبّه من أن عدم معالجة القضية الفلسطينية واحتجاجاتها المتكررة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع ويزيد من الصعوبات بالنسبة للمنطقة برمتها، مشيراً إلى خطورة الأوضاع الحالية واحتمالات تدهور السلام في الشرق الأوسط في ظل استمرار العقوبات والمجازر الإسرائيلية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version