كشفت صحيفة “تايمز” البريطانية عن تفاصيل مثيرة حول مقاتلين بريطانيين يُشاركون في العمليات العسكرية إلى جانب الجيش الإسرائيلي في لبنان، ضمن الحرب ضد حزب الله. حيث أشار تقرير الصحيفة إلى مذكرات جندي احتياط بريطاني يُدعى “يوسي”، وثق خلالها تجاربه ومشاهداته خلال ثمانية أيام عاش خلالها صراعًا مباشرًا في لبنان. وقع هذه الأحداث بعد قضاءه إجازة قصيرة مع عائلته، حيث وصف المقاتلين في حزب الله بأنهم مدربون بشكل جيد ومتمرسون في القتال، مع العلم أن معظمهم تلقوا تدريباتهم في إيران واكتسبوا خبرة من المعارك في سوريا.
يُذكر أن يوسي، الذي انتقل إلى إسرائيل في سن الثامنة عشرة من لندن، ينتمي إلى وحدة تحمل خصائص متنوعة، حيث يضم جنودًا من خلفيات مهنية مختلفة، بدءًا من الطلاب ومحترفي الزراعة إلى المحامين. وفي فترة العمليات، تم تكليف وحدته بمهمة اجتياح مناطق معينة في لبنان تزامنًا مع الغزو الذي بدأ في 20 أكتوبر. وكانت هذه الوحدة مكلفة بالبحث عن الأنفاق ومخازن الأسلحة المخبأة تحت المباني، وقد وقعت خلال هذا الغزو خسائر في القوات الإسرائيلية.
أبرزت الصحيفة أن يوسي عاش على الحصص الغذائية البسيطة من النقانق وسمك التونة، ونادرًا ما كان ينال قسطًا كافيًا من النوم تحت الضغط المستمر، حيث كان يقضي لياليه في حالة تأهب مرتديًا درعًا واقيًا. خلال العمليات، قام مع وحدته بمداهمة حوالي 100 عقار للبحث عن الأسلحة والأنفاق، ووُجد أن حوالي 20% من هذه المباني تحتوي على أسلحة مختلفة، مما يبرز فعالية وجود ترسانة حزب الله في هذه المنطقة.
روى يوسي عن تجربته المثيرة للدهشة عندما كانوا على وشك تفتيش أحد المباني بعد تطهير مبنى آخر، حيث استخدموا طائرة مسيرة لاحظت أن المبنى مفخخ بالكامل، مما جعله يشعر بدفعة كبيرة من الإحساس بالنجاة. وعاد يوسي إلى لبنان بعد إجازته القصيرة ليحلل الواقع العسكري هناك، وعبّر عن إحباطه من أداء قوات الأمم المتحدة في المنطقة، مُشيرًا إلى عجزها عن رصد الأنشطة العسكرية لحزب الله قبالة الحدود.
أفادت الصحيفة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أُبلغ “سريًا” بضرورة السير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث زُعم أن أهداف الحرب قد تحققت إلى حد كبير. تبرز هذه المعلومات المخاوف من استمرار الصراع في المنطقة، حيث يتراوح مصير الجنود والمقاتلين بين رغبتهم في القتال ومخاطر الانخراط في صراعات غير محسومة.
وفي الختام، أشار تقرير “تايمز” إلى إمكانية أن تظل لبنان جاذبة لهؤلاء المقاتلين، حيث يعيشون بين حماس القتال وإمكانية الانزلاق إلى صراعات طويلة الأمد. من الواضح أن الوضع معقد، وهو في مرحلة تحتاج إلى الحلول السياسية لتحقيق الاستقرار، مما يستدعي مُستقبلًا قد يتضمن تحديات متزايدة على المستويين المحلي والدولي.