وافقت السلطات والمحليون في محافظة آتشيه الجنوبية بإندونيسيا على نزول حوالي 139 لاجئًا من الروهينغا من قاربهم، بعد أن قضوا نحو عشرة أيام في البحر على بُعد مسافة قصيرة من الساحل. هذه الخطوة جاءت بعد مناشدات عديدة ومنذ أن توفي أربعة منهم أثناء انتظارهم، ونُقل ثمانية آخرون إلى المستشفى لتلقي العلاج. اللاجئون قدموا من سواحل بنغلاديش وقطعوا مسافات طويلة عبر البحر قبل الوصول أخيرًا إلى إندونيسيا.
رغم الترحيب بوصول هؤلاء اللاجئين، إلا أن قبول دخولهم كان مشروطًا. إذ أكّد رئيس الصيادين المحليين أن السلطات اشترطت إقامة اللاجئين في المحافظة لمدة أسبوع واحد فقط. يهدف هذا الشرط إلى ضمان عدم بقائهم لفترة طويلة داخل المجتمع المحلي، وإلى الإسراع في تأمين مكان دائم لهم. سيتم إيواؤهم مؤقتًا في محطة للحافلات بجوار ميناء لابوهان حاجي، حيث تنسق السلطات المحلية مع الشرطة لضمان سلامتهم.
عملية إنقاذ اللاجئين تمت تحت إشراف الهيئة الوطنية للبحث والإنقاذ، مع مشاركة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة. تم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم وتدوين بياناتهم. وقد أعلن مدير العلاقات الحكومية في آتشيه أن اللاجئين سيتم نقلهم إلى مدينة لوكسيماوي على الساحل الشرقي للإقليم حيث يستعدون لتوفير أرض للاجئي الروهينغا، مع تقديم دعم إنساني من المنظمات الدولية.
وفي تطور آخر، وصل قارب جديد يحمل 146 لاجئًا روهينغيا إلى ساحل لابو صباح الخميس، حيث ضم وفد من الرجال والنساء والأطفال. تم إيواؤهم مؤقتًا في مبنى بلدية ساحل لابو، وهي خطوة تبرز الحاجة الملحة للتنسيق بين السلطات المحلية ودعم المجتمع. لم يشهد الإقليم وصول قوارب تحمل اللاجئين لفترة طويلة، مما يسلط الضوء على الزيادة المحتملة في عدد اللاجئين في المستقبل.
يتوقع ناشطون في شؤون اللاجئين وصول المزيد من الروهينغا إلى إندونيسيا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة نتيجة الظروف الصعبة في بلادهم. وقد رحب الناشط رفيع القدير بإجراءات نقل اللاجئين وتقدير السلطات للبيئة الإنسانية في آتشيه، مشيرًا إلى تاريخ المحافظة الطويل في إيواء اللاجئين. ومع ذلك، تواجه القضية تحديات جديدة تتعلق بتهريب البشر وضمان الرعاية الفعالة للاجئين.
تبرز جهود الحكومة الإندونيسية والجهات الإنسانية في التعامل مع قضية اللاجئين الروهينغا، حيث تم القبض على عدد من المشتبه بهم في تهريبهم. هذا يظهر التزام السلطات ليس فقط بتوفير الدعم الإنساني، بل أيضًا بتفكيك الشبكات التي تستغل معاناة هؤلاء اللاجئين. إن القلق من تدفق اللاجئين وتجاربهم الصعبة في الطريق إلى الإيواء يتطلب استجابة شاملة من السلطات والمجتمع المدني لضمان الدعم والموارد اللازمة.