مع قرب موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية في الخامس من نوفمبر المقبل، يشهد التنافس بين مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، وخصمه الديمقراطي، كامالا هاريس، صراعاً محموماً لكسب أصوات المسلمين والعرب. بحسب صحيفة واشنطن بوست، يسعى ترامب إلى إقناع الناخبين العرب والمسلمين بضرورة التصويت له، رغم السنوات التي قضاها في “إهانتهم وشيطنتهم”. ورغم تهديداته السابقة بتطبيق “حظر السفر” الذي فرضه على بعض الدول الإسلامية، يراهن ترامب على هذه الفئة الانتخابية لتغيير مسار الانتخابات.
ترامب اعتمد في حملته السياسية على “فزاعة” المسلمين، حيث استخدم قصصاً ملفقة وادعاءات كاذبة لشيطنة العرب والمسلمين. في تجمع حاشد في ميشيغان، ولاية مهمة تضم تعداداً كبيراً من السكان العرب والمسلمين، حاول ترامب استمالة الناخبين من خلال تعزيز صورة إيجابية عنهم واعترافه لأهمية أصواتهم في الانتخابات. إلا أن محاولة ترامب لم تكن كافية لإقناع العديد من الناخبين، حيث عبرت مديحة طارق، الأميركية من أصل باكستاني، عن عدم اعتقادها بتغيير رغبته تجاه العرب والمسلمين.
على الرغم من هذه الاستجابة المتباينة، تعكس بعض الآراء رغبة في المخاطرة والتصويت لترامب، إذ أظهر أحد مواطني ميشيغان، وليد فيداما، دعمًا للجمهوريين. انحياز بعض الناخبين العرب والمسلمين إلى ترامب يأتي بسبب ضعف الديمقراطيين في هذا السياق، وفقاً لمقالة بلومبيرغ. ويشير المقال إلى استفادة ترامب من القضايا الحالية والتوترات في غزة لدعم موقفه الانتخابي.
بالإضافة إلى ذلك، أبدت بلومبيرغ اهتمامًا بقضية المنافسة الانتخابية، حيث سلطت الضوء على سجل ترامب كداعم لحظر دخول مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة، ولا سيما أثناء حكمه. ورغم ذلك، يحقق ترامب بعض النجاح في استمالة الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان من خلال تأييد شخصيات بارزة في المجتمع العربي.
من جهة أخرى، انتقد قادة الجالية العربية المسلمة في ميشيغان إدارة بايدن بسبب فشلها في اتخاذ إجراءات قوية ضد إسرائيل. حيث أُبلغ قائد هاريس في حملتها الانتخابية القادة بأنها ستعمل على إنهاء سريع للصراع في الشرق الأوسط. وعند النظر إلى الاستطلاعات، تبين أن ترامب يتفوق قليلاً على هاريس في التأييد بين العرب الأميركيين، مما يشير إلى تحول محتمل في توازن القوى الانتخابية.
إجمالًا، يمكن القول إن الانتخابات المقبلة قد تكون نقطة تحول حاسمة للمجتمع العربي والمسلم في أمريكا، مع استراتيجيات مختلفة من كل من هاريس وترامب. وبينما يسعى كلا المرشحين لكسب أصوات هذه الفئة، يبقى مشهد الانتخابات مشوبًا بالشكوك والتحديات، مما يجعل نتائجها متوقعة بشغف من قبل الجميع.