أوردت صحيفة تلغراف البريطانية أن قادة عسكريين إيرانيين طلبوا من المرشد الأعلى علي خامنئي التخلي عن الحظر على الأسلحة النووية الذي قرره بإصدار فتوى في وقت سابق.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لمراسلها الخاص أختر محمد ماكوي، أن كبار القادة العسكريين الإيرانيين قالوا إنه يتعين على المرشد الأعلى إلغاء فتوى تحظر تطوير الأسلحة النووية إذا أراد النظام الإيراني أن يبقى على قيد الحياة.

وذكر التقرير أيضا أنه في تدخل استثنائي من قبل قادة الحرس الثوري الإسلامي، قيل لخامنئي إن إيران يجب أن تمتلك أسلحة نووية لمواجهة “التهديدات الوجودية” من الغرب.

وصول ترامب للسلطة

وأكدت الصحيفة أن العديد من القادة غيّروا مواقفهم تماما منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة، وبدؤوا يضغطون من أجل تطوير قنبلة نووية.

ونقل التقرير عن أحد المسؤولين الإيرانيين قوله إن إيران لم تكن قط بهذا الضعف، “وقد تكون هذه فرصتنا الأخيرة للحصول على قنبلة نووية واحدة قبل فوات الأوان”.

وكان قد ذُكر لأول مرة في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2005 أن خامنئي أصر على أن مثل هذه الأسلحة “حرام قطعيا”.

بعد سنوات من فتوى التحريم.. هل يغير الإيرانيون عقيدتهم النووية؟

القيد الوحيد

وزعمت الصحيفة أن عدة مسؤولين قالوا إن قرار خامنئي هذا هو القيد الوحيد الذي يمنع تطوير الأسلحة النووية، رغم أن الإيرانيين المنفيين زعموا مؤخرا أن العمل جار في إيران لإنتاج صواريخ نووية.

وقال مسؤول إيراني “لقد كنا على بعد بضع ضغطات على الأزرار من بناء سلاح نووي، لكن الضغوط والمبررات لامتلاك هذا السلاح أكبر من أي وقت مضى. والتهديد الوجودي الذي نواجهه الآن دفع العديد من كبار القادة، الذين أصروا سابقا على اتباع توجيهات المرشد الأعلى، إلى الضغط من أجل صنع سلاح نووي”.

وأوضحت الصحيفة أن الضغط على خامنئي من قبل السياسيين “المتشددين” ظهر علنا في الأشهر الأخيرة. وحث عشرات النواب الإيرانيين العام الماضي المجلس الأعلى للأمن القومي على مراجعة سياسته النووية.

وقال أحد النواب إن فتوى خامنئي لا تزال قائمة، لكنه أشار إلى أن الأحكام عند الشيعة يمكن أن تتغير “بناء على الوقت والظروف”.

وقال نائب آخر إن إيران بحاجة إلى إجراء تجربة نووية، و”ليس هناك طريقة أخرى بالنسبة لنا”.

وقال كمال خرازي مستشار خامنئي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن فتوى المرشد الأعلى هي القيد الوحيد على تطوير أسلحة نووية.

لا خيار آخر

وأضاف “إذا واجهت إيران تهديدا وجوديا، فلن يكون لدينا خيار سوى تعديل عقيدتنا العسكرية. لدينا بالفعل القدرات التقنية لإنتاج الأسلحة، يمنعنا فقط مرسوم ديني من القيام بذلك”.

وزعمت قناة تليغرام المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أن إيران لديها القدرة التقنية على صنع أسلحة نووية، مضيفة “ليست لدينا قنبلة نووية، لكن إذا أردنا إنتاجها فسننتجها”.

وقال عضو في قوة الباسيج شبه العسكرية الإيرانية لصحيفة تلغراف “لماذا لا يكون لدينا قنبلة نووية؟ إنه حقنا المطلق، ومن الظلم أن نحرم منه”.

وأضاف العضو “العالم بحاجة إلى صدمة لإعادة ضبطه، وإيران ستفعل ذلك من خلال اختبار قنبلة نووية. الغرب لا ينظر إلينا بطريقة جيدة. نحن بحاجة إلى تغيير ذلك”.

نفي رئاسي

ومع ذلك، نفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للسفراء الأجانب يوم الخميس الماضي وجود أجندة نووية قائلا “الحرب ليست في مصلحتنا، ونحن لا نسعى للحصول على أسلحة نووية”.

وفي إشارة واضحة إلى “المتشددين” المحليين، أضاف “حتى أولئك الذين يزعمون أنهم يريدون القيام بذلك، لا يمكنهم دفعنا نحو الأسلحة النووية”.

وقال علي شمخاني مستشار خامنئي هذا الأسبوع إن إيران لم تسع قط للحصول على أسلحة نووية ولن تفعل ذلك أبدا، “ومع ذلك، فإنها ستدافع بالكامل عن حقوقها القانونية في الأبعاد السياسية والتقنية بكل قوتها”.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version