يشير محرر شؤون الدفاع والشؤون الخارجية في صحيفة “تلغراف” البريطانية، كون كوغلين، إلى أن الهجوم القوي الذي شنته إسرائيل على الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في سوريا، كشف عن ضعف قادة طهران. ويبدأ كوغلين مقاله بتبرير الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي للقنصلية هو العمل كمركز قيادة للحرس الثوري الإيراني، مما يسمح لإيران بنشر شبكتها الإرهابية في المنطقة.
ويذكر كوغلين أن الهجوم الإسرائيلي يأتي في سياق تصاعد الحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، حيث زادت النشاطات العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير. ويرى المحلل أن تلك الضربة الإسرائيلية يجب أن تُنظر إليها كجزء من تصاعد التوترات بين الطرفين، خاصة بعد استخدام حزب الله والمليشيات المدعومة من إيران قواعدها في سوريا وجنوب لبنان لشن هجمات على إسرائيل.
ويسلط كوغلين الضوء على قناعة إسرائيل بأن إيران لن ترد مباشرة على الهجومات الموجهة إليها، وتفضل استخدام وكلائها لتنفيذ ذلك. كما يشير المحلل إلى أن إسرائيل قامت بإلغاء الإجازات لوحداتها القتالية وزيادة تجنيدها لمواجهة أي رد فعل من إيران، مما يظهر استعداد إسرائيل لأي تطورات.
ويراود الكاتب الشك حيال رغبة إيران في تصعيد التوترات في المنطقة، مشيرًا إلى أنه في السابق، عندما اغتالت الولايات المتحدة القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، تهددت إيران بالانتقام الشديد، ولكن لم تنفذ تلك التهديدات في النهاية. كما يشير إلى أن إسرائيل باتت واضحة في إرادتها للرد على أي هجوم إيراني بتدمير بنيتها التحتية في سوريا ولبنان.
ويستنتج كوغلين أن الهجوم الإسرائيلي يعكس توجه إسرائيل نحو معالجة التهديدات الإيرانية بشكل فعال، وإظهار قوة وجاهزية إسرائيل للرد على أي تحديات تهدد أمنها. يُظهر الهجوم أيضًا ضعف القادة الإيرانيين، الذين لا يزالون يعانون من تداعيات الأزمة الحالية بين الطرفين ويظهرون استعدادا للتفاوض وتجنب التصعيدات المباشرة.