تأسست مجموعة بريكس كتحالف يضم خمس دول ناشئة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتعتبر بمثابة رمز للتغيير في النظام الدولي. تعكس المجموعة من خلال تنوعها الثقافي والأيديولوجي قدرة على توحيد بلدان الجنوب والدول النامية، التي تبحث عن موقف أكثر استقراراً في النظام العالمي الراهن. من خلال زيادة عدد الدول الأعضاء، تمثل مجموعة بريكس الآن حوالي 45% من سكان العالم، وتسيطر على نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي في مجالات متعددة مثل النفط والغاز، مما يمنحها وزناً متزايداً في العلاقات الدولية.

تشير البيانات إلى أن حجم اقتصاد مجموعة بريكس يبلغ 29 تريليون دولار، مما يشكل حوالي 29% من الاقتصاد العالمي. هذه الأرقام تعبر عن قوة وتأثير هذه المجموعة، حيث تهدف إلى تحقيق التوازن في النظام المالي العالمي الذي هيمن عليه الغرب لفترة طويلة. إضافة إلى ذلك، ارتفعت أهمية المجموعة بعد انضمام دول جديدة مثل السعودية والإمارات وإيران، مما يعزز من قدرتها على التأثير في الأسواق العالمية خاصة فيما يتعلق بالموارد الطبيعية.

تتميز اقتصادات دول بريكس بالتكامل، حيث تتبادل الدول الأعضاء الموارد والثروة بشكل يمكنها من مقارنة قوتها أمام الأطراف الأخرى في الساحة الدولية. البنك الذي أنشأته المجموعة وصندوق الاحتياط النقدي يساهمان بشكل فعال في دعم الدول النامية التي تسعى للحصول على تمويل لمشروعاتها التنموية، مما يحقق استجابة مباشرة لاحتياجات هذه الدول، في ظل عدم فعالية الاعتماد على المؤسسات الغربية التقليدية.

علاوة على ذلك، يخلق وجود الصين وروسيا كدول رائدة في المجموعة توازناً استراتيجياً يكون له أثر كبير في العلاقات الدولية. الصين كقوة اقتصادية وعسكرية وتسعى لتوسيع نفوذها في شتى أنحاء العالم، وروسيا كقوة عسكرية وداعم رئيسي في سوق السلاح، يكملان قوة المجموعة ويساهمان في فرض نظام دولي أكثر توازناً. هذه الديناميات تمثل تحولا في موازين القوى العالمية باتجاه تنامي دور الاقتصاديات الناشئة مقابل الدول المتقدمة.

ما يميز مجموعة بريكس أيضاً هو قدرتها على جذب الدول التي تعاني من تأثير العقوبات الغربية وشروط المؤسسات المالية التقليدية القاسية. تسعى الدول النامية من خلال الانضمام إلى المجموعة إلى تحقيق المزيد من الاستقلالية المالية والنقدية بعيداً عن الهيمنة الغربية التي تعاني منها حاليًا. يُعتبر التعاون بين دول الجنوب أداة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي، مما يدل على وجود رغبة في البحث عن نظام دولي أكثر عدلاً ومساواة.

في النهاية، تبين مجموعة بريكس أنها الخيار البديل للكثير من الدول النامية في ظل التقلبات السائدة في النظام الدولي الراهن، القائم على الهيمنة الغربية. من خلال خلق بنى جديدة للتعاون الاقتصادي والمالي، تمثل المجموعة فرصة حقيقية لإعادة تشكيل النظام الدولي وفقاً لمصالح الدول الناشئة. ومع انفتاح العالم على تغييرات حقيقية، يتوقع أن تلعب مجموعة بريكس دورًا أساسيًا في تقييم النظام العالمي وإرساء أسس جديدة للتعاون والعدالة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version