أورد موقع “موندويس” الأميركي شهادات شهود عيان من شمال غزة تُظهر استخدام إسرائيل لتقنية التعرف على الوجه كوسيلة للاعتقالات الجماعية والتهجير القسري. وحسب الشهادات، يقول بعض الفلسطينيين إن هذه التقنية تُستخدم أيضًا لتنفيذ عمليات إعدام ميدانية. وفي تقرير للمراسل طارق حجاج، ينقل عن إسحاق الداور، أحد سكان مخيم جباليا، أنه تعرض و700 شخص آخرين للاجبار على مغادرة مدرسة في 20 أكتوبر/تشرين الأول حيث كان يتحصن مع عائلته، بعد أن اقتحمتها القوات الإسرائيلية. وأجبرت القوات الجنود جميع الرجال على النزول إلى خندق، حيث انتظروا للاستجواب أمام كاميرات التعرف على الوجه.

تحدث الداور عن تجربة مرعبة، حيث تم احتجاز الرجال أمام الكاميرات لمدة ثلاث دقائق، ما أتاح للجنود فحص وجههم وكشف معلوماتهم الشخصية المخزنة في قواعد بيانات الجيش الإسرائيلي. بعد ذلك، قام الجنود بتحديد الأفراد المشبوهين والأشخاص لديهم صلات بالمقاومة، مما أدى إلى اعتقالهم أو أخذهم إلى مكان مجهول، في حين أن أولئك الذين لديهم أقارب مقاتلين قد يتعرضون للإعدام الفوري. وكانت هذه الممارسة جزءًا من الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة، الذي بدأ في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول والذي يُعتبر جزءًا من “خطة الجنرالات” لإفراغ المنطقة من السكان.

علاوة على ذلك، أقام الجيش نقاط تفتيش في مختلف أنحاء شمال غزة، حيث يتم استخدام تقنية التعرف على الوجه خلال عمليات التفتيش. يصف شهود عيان كيف أن القوات الإسرائيلية تحاصر الناس وتستجوبهم، مع تهديدات بالقتل إذا لم يتمكنوا من الإجابة عن الأسئلة بشكل مرضٍ. تتضمن الأسئلة تفاصيل دقيقة عن أقاربهم وتحركات مقاتلي المقاومة، حيث يستخدم الجنود تكتيكات نفسية فعالة لضغط على المواطنين.

التقنية المستخدمة تعتمد على معلومات من قواعد بيانات تم بناؤها على مر السنوات، مثل قاعدة بيانات تُدعى “وولف باك” والتي تحتوي على معلومات عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة. وكما أشار موقع “موندويس”، فإن هذه العمليات تتم بدون علم الفلسطينيين أو موافقتهم، وقد تمت مقارنتها بتقنيات التعرف على الوجه المستخدمة في الضفة الغربية، مثل نظام “الذئب الأحمر”. من جانبها، حذرت العديد من المنظمات الحقوقية من مخاطر استخدام هذه البيانات، حيث يتم توجيه اتهامات بالاستهداف غير الدقيق للمدنيين تحت غطاء التعرف على الهدف.

تتأثر النساء بشكل خاص خلال عمليات المسح الأمني، إذ تتحدث هبة الفرام، النازحة من جباليا، عن تجربة مرعبة عندما تم فحصها ونساء أخريات بطريقة تهدد سلامتهن. تصف الفرام كيف اعتقل الجنود رجالًا أمام أعين أسرهم، بينما كانت النساء يشعرن بالخوف من أن يُقتلن في أي لحظة. هذه التجارب المروعة جعلت كثيرين يشعرون بأن حياتهم في خطر دائم، مع تفاصيل مرعبة عن الاعتقالات والشهادات عن الضغوط النفسية.

لقد أشار عبد الكريم الزويدي، الصحفي من شمال غزة، إلى أن لحظات الرعب زادت في تلك المنطقة، فكلما اقترب الناس من نقاط التفتيش، كانوا يحاولون تجنب الاعتقال. شهد الزويدي اعتقال العديد من الشباب أثناء تقدمه، مما زاد من حالة الذعر بين الناس. ومع تكرار مشاهد الاعتقال والضرب والشتائم من قبل الجنود، أدركت المجتمعات في شمال غزة أن لا مفر من الخطر، مما يفاقم من معاناتهم اليومية بسبب الفوضى المستمرة والعنف الذي يتعرضون له.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version