في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، يعاني المواطن جلال عرفات وعائلته من أوضاع مأساوية متفاقمة، إذ فقد منزله وكل ما يملك بسبب عمليات التوغل الإسرائيلي في حي الزيتون. ومع غياب أي مصدر دخل آخر، تعتمد الأسرة بشكل كامل على المساعدات الإنسانية التي لم تعد تصلهم، مما يزيد من خوفهم من المجاعة والتهجير الذي يواجهه الفلسطينيون بشكل متزايد. يشير عرفات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة تجويع ممنهجة تهدف إلى إفراغ الأرض من سكانها، ويدعو إلى ضرورة الالتفات للمعاناة الإنسانية التي يعيشها الأهالي بدون أدنى مقومات الحياة.

في بداية شهر مايو، تفاقمت الأوضاع في شمال قطاع غزة بشكل ملحوظ، إذ لم يعد بإمكان المواطنين الحصول على أصناف اللحوم والفواكه والبيض الأساسية بسبب الحصار المشدد. يعبر عرفات عن قلقه من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تجويع الفلسطينيين، معتبرًا أن الاحتلال تجاوز جميع الحدود الأخلاقية والإنسانية في تعامله مع سكان غزة. هذه الأحداث تشير إلى استهداف ممنهج للمدنيين، ما يدفعهم للهجرة أو البحث عن ملاذات آمنة، ولكن دائمًا ما تصطدم هذه الخيارات بقابلية التعرض للقصف.

أما المواطن رمزي شبير، فقد أثرت الظروف الاقتصادية والسياسية على أسرته بشكل أكبر، حيث يتحدث عن غياب المساعدات الغذائية، حتى أن ما لديه من مخزون نفد بالكامل، مما اضطره ليعتمد على الدقة والزعتر كوجبة غذائية أساسية. يُشير إلى أن الجهات المعنية قد أجلت توزيع المساعدات من الأونروا، مما يزيد من المخاوف من تفشي المجاعة. كما يعاني رمزي من صعوبة توفير الحليب لرضيعه بسبب نقص التوزيع والارتفاع الجنوني للأسعار مما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي.

تكشف المعلومات الواردة من مصادر معنية بتوزيع المساعدات عن كارثة إنسانية وشيكة، حيث تمثل الشاحنات الغذائية التي تصل إلى القطاع حصة ضئيلة وغير كافية مقارنةً بالاحتياجات الأساسية للسكان. في غضون 16 يومًا من الحصار، لم تدخل المساعدات إلى شمال غزة، بالوقت الذي تعاني فيه المناطق الأخرى من نقص شديد في السلع الغذائية. وذلك يعكس السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال عبر منع دخول المساعدات، ما يساهم في تفاقم الحالة الإنسانية.

من جهة أخرى، يُشير المحلل الاقتصادي أحمد أبو قمر إلى أن المساعدات التي تصل إلى مناطق غزة تفتقر إلى التنوع اللازم لتلبية احتياجات الأسرة الفلسطينية اليومية. يُعتبر إدخال الطحين بصفة رئيسية سياسة مقصودة تهدف إلى إحداث مزيد من المعاناة للسكان الذين يعتمدون على مجموعة متنوعة من المواد الغذائية. هذا الواقع يتناقض بشدة مع الفترة السابقة من العدوان حيث كان يتم إدخال حوالي 350 شاحنة يوميًا، مما يدل على مستوى تفشي الأزمة الإنسانية الحالية.

في النهاية، فإن الوضع في قطاع غزة يتطلب تدخلًا إنسانيًا عاجلاً وكافٍ لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة. يتضح أن الحصار والتجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يمثل جزءًا من سياسة اقتلاع السكّان والممارسات الوحشية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي. لذا، يعيش سكان غزة تحت تهديد مستمر، مما يستدعي التضامن والدعم من المجتمع الدولي لضمان نهاية معاناتهم واستعادة حقوقهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version