أعلن خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع انشقاقهم عن هذه القوات وانضمامهم إلى الجيش السوداني، متهمين قائدهم السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” بالتخطيط للاستيلاء على السلطة والسيطرة على سواحل السودان على البحر الأحمر. تأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من إعلان انشقاق قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، الذي انضم بدوره إلى صفوف الجيش. وخلال مؤتمر صحفي عُقد في بورتسودان، تم الكشف عن الأسباب وراء انشقاقهم وعن خطط حميدتي وعلاقاته الخارجية التي تراها المجموعة المنشقّة تهديدًا للأمن الوطني.

واتهم عبد القادر إبراهيم، المسؤول عن ملف شرق السودان في المجلس الاستشاري، قوات الدعم السريع بمحاولة السيطرة على سواحل البحر الأحمر لصالح دول أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الأطماع كانت الدافع الرئيسي وراء اندلاع الحرب قبل 18 شهرًا. أشار إبراهيم إلى أن الدعم السريع طرح مشاريع ضخمة في ولاية البحر الأحمر بما يقرب من 30 مليار دولار، تشمل إنشاء 3 مطارات و3 موانئ ومعسكرات لتدريب قوات بحرية، مشددًا على أن الجيش كان له موقف رافض لهذه المشاريع التي اعتبرها تهديدًا للسيادة الوطنية.

وعبر إبراهيم عن أن عدم قبول الجيش لمشروعات حميدتي كان السبب الحقيقي للصدام بين المؤسستين العسكرية والدعم السريع، قائلًا إن الطموحات الشخصية لقائد الدعم السريع ومعاونيه تتجاهل المصالح الوطنية. وأكد أن ثلاثة مستشارين آخرين سيلتحقون بهم في بورتسودان قريبًا، ولكنه امتنع عن ذكر أسمائهم لأسباب أمنية. وفي ذات السياق، صرح محمد عثمان عمر، مدير الإدارة الفنية بالدعم السريع، بأن وسائل الإعلام التابعة للدعم السريع تُدار من قبل شركة إسرائيلية، متهمًا جهات خارجية بتزوير تسجيلات تتعلق بالقائد السابق.

في مؤتمرهم، أشار عمر إلى أن المعلومات المتداولة عن الدعم السريع تعكس حالة من الارتباك وعدم الفهم بين حامليها، وخلال الحديث تطرق خبراء إلى دور الجهات الخارجية في تسريب معلومات مضللة عن المجاعة والأزمات، معتبرين أن ذلك جزء من خطة لتخريب العلاقات الدولية للسودان. ولاحظ عمر أن الاتفاق الإطاري الذي وُقِّع في ديسمبر 2022، رغم أهميته، لم يكن السبب الجذري للحرب بل كانت الطموحات الفردية لحميدتي هي المشكلة الأساسية.

من جهة أخرى، تحدث محمد عبدالله ود أبوك، رئيس قطاع الإعلام بالمجلس الاستشاري، مشيرًا إلى وجود قيادات من مؤسسات مدنية وديمقراطية تتعاون مع الدعم السريع، بينها شخصيات مثل محمد حسن التعايشي ونصر الدين عبد البارئ. واعتبر ود أبوك أن الصراع الدائر في السودان له جذور عميقة تتعلق بتدخلات إقليمية وعالمية تسعى إلى تصفية الدولة السودانية ومواردها الطبيعية. وأكد أن أطماع حميدتي وراء اندلاع المشاكل، وعبّر عن توقعاته بأن الجيش سينتصر في هذه المواجهة.

تتكون المجموعة المنشقّة من خمسة شخصيات بارزة، من بينهم عبد القادر إبراهيم الذي يحمل درجة دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي، ومحمد عبدالله ود أبوك خبير قضايا العدالة الانتقالية، بالإضافة إلى نواي إسماعيل الضو ومجموعة من المستشارين الذين يمثلون مختلف القطاعات. حيث يشير انشقاقهم إلى تفاقم الصراعات الداخلية في السودان، ويدلل على انقسامات عميقة في الصفوف العسكرية والسياسية التي تهدد مستقبل البلاد. يبدو أن الساحة السياسية والعسكرية في السودان تتجه إلى مزيد من التعقيد بسبب هذه الانشقاقات والأطماع الشخصية التي تثير قلق الكثيرين حول مستقبل استقرار البلاد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version