مرور ثلاثة عقود على الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994 لم يمحو ذكريات هذه الكارثة الوحشية من ذاكرة الناجين، مثل جلوريوسا أويمبوهوي التي فقدت عائلتها خلال هذه الحادثة الرهيبة. بين مأساة فقدان عائلتها وعيشها بين مرتكبي الإبادة، تبقى جلوريوسا تبحث عن إجابات حول مصير عائلتها وتتطلع إلى إحياء ذكراهم بكرامة.
شاركت جلوريوسا في فعالية “كويبوكا 30” التي نظمتها سفارة رواندا في الدوحة بمناسبة الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية، وأكدت على تغيرها وروح الإيجابية التي تحملها الآن من أجل بناء رواندا الجديدة ونشر رسالة الأمل بين الأجيال القادمة وتعزيز الحب بدلاً من الكراهية.
تحمل فعالية إحياء ذكرى الإبادة الجماعية بالنسبة لجلوريوسا ولغيرها من الناجين فرصة لتذكر أحبائهم وتكريم ذكراهم، كما تعتبرها فرصة للامتنان للذين قدموا التضحيات من أجل إنقاذهم. ويعتقد السفير الرواندي بقطر أن إحياء هذه الذكرى يحمل أهمية عميقة للشعب الرواندي ويساهم في تعزيز قيم الوحدة والتعاون.
المعرض المصاحب للفعالية قدم صورا وقصصا تعليمية حول الإبادة الجماعية في رواندا وأثرها العميق، مما يساهم في نقل الدروس المستفادة من هذه المأساة الرهيبة. ومع تركيز على الوحدة ومكافحة أيديولوجيات الإبادة الجماعية، يؤكد السفير الرواندي على أهمية الاستمرار في خوض هذه المعركة لضمان السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
بين الشهادات والقصص التي شاركها المشاركون في الفعالية، تظهر حقيقة المعاناة التي عاشها العديد خلال تلك الفترة الدموية. ومع تعزيز روح الإيجابية والأمل برواندا الجديدة، يعبر الشباب في الحدث عن تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل وروح المصالحة والبناء.