هدد المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، باستخدام الجيش ضد ما وصفهم بـ “اليساريين المتطرفين” إذا حاولوا تعطيل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقد أدلى ترامب بهذه التصريحات في برنامج “صنداي مورنينغ فيوتشرز” على قناة فوكس نيوز، مشيرًا إلى أن التهديد الأكبر لا يأتي من خارج البلاد بل من الداخل، حيث وصف بعض المواطنين الأميركيين بأنهم “أكثر خطورة من الصين وروسيا”. وقد أثار حديثه القلق حول إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد مواطنين أميركيين، مما يعكس التوترات المتزايدة في الساحة السياسية الأميركية.

في سياق حديثه، أشار ترامب أيضًا إلى أن هناك أفرادًا من اليسار المتطرف يمكن أن يشكلوا خطرًا كبيرًا، مطالبًا باتخاذ إجراءات صارمة لحماية الانتخابات. وعبّر عن قناعته بأنه إذا كانت هناك حاجة لتدخل الحرس الوطني أو حتى الجيش، فيجب أن يكون ذلك مطروحًا. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث تزايدت المخاوف حول سلامة الانتخابات بعد اتهامات ترامب المتكررة بتزوير الانتخابات في عام 2020، والتي لا تزال تثير الجدل بين أنصاره.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الحالي، جو بايدن، قد أبدى قلقه بشأن سلامة الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت الانتخابات ستتم بشكل سلمي أم لا. وقد أثارت تصريحات ترامب ردود فعل واسعة، بما في ذلك من حملة كامالا هاريس، حيث أشار المتحدث باسم الحملة إيان سامز إلى أن ما يقوله ترامب يجب أن يكون صادمًا للأميركيين. هذا التبادل اللفظي بين السياسيين يعكس الانقسامات السياسية العميقة التي تضرب الولايات المتحدة في الوقت الراهن.

في سياق آخر، يستمر ترامب في الترويج لادعاءات التزوير الواسع النطاق الذي يزعم أنه أدى إلى هزيمته، وهي المزاعم التي اعتبرها العديد من الخبراء مجرد أوهام. كما شهدت الفترة الماضية سلسلة من الأحداث العنيفة، منها اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، والذي كان نتيجة مباشرة لدعوات ترامب. هذه الأحداث ساهمت في تعزيز حدة التوترات السياسية وزيادة الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية.

علاوة على ذلك، تشير التقارير إلى أن ترامب طلب استخدام طائرة عسكرية كحماية له بعد محاولتين فاشلتين لاغتياله. هذا الطلب يعكس القلق المتزايد الذي يشعر به، ويرسم صورة عن الوضع السياسي المتوتر الذي يواجهه. وبالرغم من مواقف ترامب المثيرة للجدل والشائعات المحيطة به، فإن هذا النوع من التهديدات بستخدام القوة العسكرية ضد مواطنين أميركيين يطرح تساؤلات حول فقدان السيطرة على العملية الديمقراطية.

في نهاية المطاف، تبرز هذه الأحداث تداعيات كبيرة على المشهد السياسي الأميركي. إن التهديد باستخدام الجيش ضد اليساريين المتطرفين لا يعكس فقط الاستقطاب السياسي الحاد، بل يشير أيضًا إلى وجود دعوات متزايدة للاحتكام إلى القوة كحل للنزاعات السياسية. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تتجه الأنظار إلى الانتخابات المقبلة وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج، مع وجود مخاوف مشروعة من عدم استقرار سياسي مستمر.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version