تتزايد التكهنات حول إمكانية تبادل المعلومات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران بشأن الهجمات العسكرية، حيث يُشاع أن كلا الطرفين يتبادل تحذيرات مسبقة لتجنب التصعيد. في هذا السياق، ظهرت تصريحات إيرانية توحي بأن طهران كانت على علم بالهجوم الإسرائيلي الأخير الذي وقع في فجر السبت، والذي أدى إلى مقتل خمسة إيرانيين، منهم أربعة جنود وواحد مدني. على الرغم من الخسائر، أظهرت الحياة في طهران استمرارية طبيعية، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هناك تنسيقات مسبقة لتفادي المزيد من الضحايا.

في الوقت الذي كانت فيه الضربة الإسرائيلية تشتعل، أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأن إسرائيل قد بعثت برسالة تحذيرية إلى إيران قبل الهجوم، للتأكيد على نيتها تجنب الانتقام الفوري. وبحسب مصادر أمريكية، تم ذلك من خلال وسطاء، حيث أوضحت الرسالة الإسرائيلية ما هي الأهداف التي ستتعرض للهجوم وما هي الأهداف التي ستحجم عن استهدافها. هذا التنبيه من الجانب الإسرائيلي يعكس قلقاً من تفاقم النزاع وتوسع رقعة المواجهات العسكرية.

تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أضافت مزيداً من الأبعاد إلى هذا النقاش، حيث أشار إلى تلقي طهران إشارات تُفيد بأن هجوماً إسرائيلياً وشيكاً. هذا التعليق يعيد إلى الأذهان استراتيجيات سابقة اعتمدتها طهران لتجنب الأضرار الجسيمة، ويعزز فرضية وجود تنسيق غير معلن بين الطرفين. يبدو أن إيران قد قادت عملياتها العسكرية مع وضع في الاعتبار المعلومات التي كانت بحوزتها.

تاريخياً، ظهرت تداعيات مماثلة في هجمات سابقة، حيث توقفت إيران عن ضرب أهداف إسرائيلية حيوية أو قامت بتفادي إلحاق الأذى بالمواطنين، كما حدث في الهجوم الصاروخي في أبريل الماضي. يبقى السؤال مطروحاً عن مدى صحة هذه النظريات ومقدار تأثيرها على سير العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل.

التحولات في استراتيجيات الرد العسكري بين الدولتين قد يكون لها جذور في الأحداث التي وقعت قبل سنوات، وخاصة تلك المتعلقة باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحدث عن علمه برد الإيرانيين وافتخاره بعدم تعرض القوات الأمريكية للأذى، مما يطرح تساؤلات حول دور المعلومات الاستخباراتية في تشكيل السياسة العسكرية للدول.

إجمالًا، هذه الديناميكيات تعكس تعقيدات الصراع في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح السياسية والعسكرية، ويعيش كل طرف حالة من الحذر المتبادل. فهل سينجح هذا المنهج التفاوضي الغير رسمي في تجنب التصعيد العسكري المباشر في المستقبل، أم أن الأحداث ستأخذ منعطفًا آخر يؤدي إلى مزيد من الاستنزاف والصراع؟

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version